سوريا
بالصور.. الفرات العظيم يتحول إلى ساقية!
بات نهر الفرات مهدداً بالجفاف الكامل مع استمرار تركيا في حبس مياهه خلف سدودها.
لم يعتد أبناء محافظة دير الزور السورية، رؤية شريان الحياة بمدينتهم في هذا الشكل من الانخفاض في منسوبه.
نهر الفرات العظيم الذي طالما كان حارسا للحضارات الغافية على ضفتيه.
ورصدت الكاميرات انعكاس التناقص الكبير في الوارد المائي على مجرى النهر الذي أضحى تحت تهديد الجفاف.
التراجع الكبير في مياه الفرات، بات ينذر بكارثة كبرى تهدد تاريخ الحياة الضاربة جذورها على ضفتيه في كل من سوريا والعراق، واستمرار الحال على ما هو عليه، سيعني الولوج إلى حقبة جديدة في حياة المنطقة التي ولدت وتوالدت بين جنباتها الحضارات البشرية منذ آلاف السنين.
على الصعيد المعيشي، ثمة مخاوف عميقة تتصاعد حدتها بين العاملين في قطاع الزراعة والثروة الحيوانية.
الأهالي الذين يعرفون الفرات جيدا كما هو يعرفهم، ألمحوا إلى أن قصص التاريخ تثير مخاوفهم حيال انخفاض منسوبه، وحذروا من مخاطر الكوارث الطبيعية في المنطقة، مستهجنين إصرار الجانب التركي على حبس المياه وإنشاء المزيد من السدود على المقاطع التي تمر في أراضيه.
بعض معمري دير الزور، أكدوا أنه لم يسبق أن رأوا ولا حتى سمعوا من آبائهم عن مثل هذا الانخفاض في المنسوب في هذا الوقت من العام، بل على العكس إذ أنه في هذا الوقت من العام، يكون من الطبيعي ارتفاع منسوب المياه نتيجة السيول والأمطار…”
أبو عباس، الرجل السبعيني الذي قضى حياته في هذه المدينة، قال متبرّما: هذا ليس الفرات؟!.. إنه ساقية”.
والفرات أكبر أنهار في الصفيحة العربية، يدخل الأراضي السورية عند مدينة (جرابلس) لينضم إليه نهري (البليخ) ثم (الخابور)، وثم يمر في محافظة الرقة ويتجه بعدها إلى محافظة دير الزور، ويخرج منها عند مدينة (البوكمال) إلى الأراضي العراقية
إلى جانب نهر النيل، يعد الفرات أغزر نهرين في الوطن العربي، ويبلغ طوله حوالي 2940 كم من منابعه في تركيا وأرمينيا حتى مصبه في شط العرب في العراق، منها 1176 كم في تركيا و610 كم في سوريا و1160 كم في العراق، ويتراوح عرضه بين 200 إلى أكثر من 2000 متر عند المصب.