الأخبار: طهران والرياض تخلطان أوراق المنطقة
حمل الإعلان الإيراني- السعودي المشترك عن توقيع اتّفاق في بكين على إعادة العلاقة الدبلوماسية بين البلدَين وفتْح سفارتَيهما، دلالات عميقة «ثلاثية الأبعاد» في السياسة العالمية: الأوّل، بفعل الأهمية الجيواستراتيجية لإيران؛ والثاني، بالنظر إلى الثقل النفطي والاقتصادي للمملكة؛ والثالث، أخذاً في الاعتبار تقدّم الصين نحو تكريس نفسها كلاعب فاعل في الدبلوماسية العالمية، التي كانت حتى الآن حكراً على الأميركيين، ولا سيما في الشرق الأوسط الذي كان منطقة نفوذ للولايات المتحدة طوال العقود الماضية. من دون استباق الأحداث، المؤكد أن ما شهدته بكين أمس خطوة غير بسيطة منذ الربيع العربي واندلاع الحرب السعودية على اليمن، ويأتي في لحظة تخوض فيها الولايات المتحدة حرباً كونية ضد روسيا، ويشهد فيها الكيان العبري مخاضاً داخلياً عسيراً، وفي وقت كان مؤملاً الانخراط السريع للرياض في حفلة التطبيع مع العدو. كما يأتي في لحظة مفصلية لبنانياً يتوقع أن تكون لها انعكاساتها على الملف الرئاسي المعلّق، وكذلك سورياً بما قد يساعد على تخفيف الطوق المفروض على هذا البلد. علماً أن معلومات «الأخبار» تؤكد أن زيارة الرئيس بشار الأسد لسلطنة عُمان، الشهر الماضي، كانت جزءاً من وساطة تقودها مسقط، ووسط حديث عن لقاء سوري – سعودي قريب. المصالحة السعودية – الايرانية تخلط كثيراً من الأوراق، وإذا ما قُدّر لها أن تسلك مساراتها الطبيعية، فإن من المقدّر لها أن تفتح آفاقاً جديدة في كل المنطقة، كما أشار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس.