موكب رؤية هلال رمضان .. عادات وتقاليد مبهرة عبر التاريخ
وصف الرحالة ابن بطوطة موكبا للاحتفال بالرؤية في بلدة ابيار أثناء اجتيازه شمال مصر في القرن الثامن للهجرة فقال «ولقيت في ابيار قاضيها عز الدين المليجي الشافعي وهو كريم الشمائل كبير القدر وقد حضرت عنده يوم الركبة وهو يوم ارتقاب هلال رمضان”. وأضاف: وعادتهم فيه أن يجتمع فقهاء المدينة بعد العصر من اليوم التاسع والعشرين لشعبان بدار القاضي ويقف على الباب نقيب المتعممين وهو ذو شارة وهيئة حسنة فإذا أتى أحد الفقهاء أو الوجوه تلقاه ذلك النقيب ومشى بين يديه قائلا: باسم الله سيدنا فلان الدين فيقوم القاضي ومن معه أجمعون وتبعهم جميع من في المدينة من الرجال والنساء والصبيان إلى مرتفع خارج المدينة وهو مرتقب الهلال عندهم وقد فرش ذلك الموضع بالبسط والفرش فينزل فيه القاضي ومن معه فيرتقبون الهلال ثم يعودون إلى المدينة بعد صلاة المغرب وبين أيديهم الشمع والمشاعل والفوانيس . ويوقد أصحاب الحوانيت حوانيتهم بالشمع ويصل الناس مع القاضي إلى داره ثم ينصرفون وهكذا يفعلون في كل سنة، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في عام 1968. وموكب الرؤية كانت له قداسة واهتمام كبير عن المصريين يستمدونه من تقديسهم واهتمامهم بشهر رمضان فإن نابليون عندما فتح مصر أذاع منشورا على المصريين زعم فيه أنه مسلم وحريص على شعائر الإسلام كوسيلة يتقرب بها إلى نفوسهم ويدلل بها على صحة زعمه لبس العمامة وركب جواده وسار في مقدمة موكب الرؤية يطوف بشوارع القاهرة احتفاء بقدوم الشهر الكريم.
حاتم نعام
بوابة أخبار اليوم