فيّاض: تطوراتٌ إيجابية الآن في الملف الرئاسي..
شدّد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي فياض على أن “البلد يمر بأزمة مالية واقتصادية خطيرة، وأن اللبنانيين تعودوا عليها، فهذا لا يقلل من خطورتها، لا سيما وأن هناك قطاعات واسعة من الشعب اللبناني لا تسعفها الظروف للتكيف مع الأزمة، ومن بينهم موظفو القطاع العام الذين يعانون العوز والحاجة ويهرقون ماء وجههم في سبيل الطبابة والاستشفاء وتعليم أبنائهم”.
وقال فياض خلال الاحتفال التأبيني الذي أقامه “حزب الله” في مجمع الإمام زين العابدين في الخيام: “رغم مرور ثلاث سنوات ونصف على إنفجار الأزمة، فإن الأمور الاقتصادية تفاقمت وازدادت سوءا، ولم تأخذ السلطة إجراء جذريا واحدا لوضع حد للأزمة أو لوضعها على سكة المعالجة، ولذلك نحن الآن نواجه إنهيارا في القطاع العام، وتعثرا في القطاع الصحي، وأزمة خطيرة في التعليم الرسمي، وللأسف، بات واضحا في ظل أداء القوى والظروف الداخلية، أن مسار الإستحقاق الرئاسي بات متداخلا مع مسار الإصلاح المالي والاقتصادي، علما أن هذه ليست منهجيتنا ولم نكن موافقين عليها، وكنا ندعو دائما إلى فصل المسار الاقتصادي عن المسار السياسي”.
وأشار إلى أنه, “ثمة تطورات إيجابية الآن في الملف الرئاسي مفادها أن معظم الخارج لم يعد عقبة أمام إنجاز الإستحقاق الرئاسي، وهؤلاء قالوا للبنانيين ليس لدينا فيتو وليس لدينا أسماء، فاختاروا من تشاؤون”.
وأوضح أنه “في الواقع هناك منطقان يتواجهان داخليا، منطقنا نحن وحلفاؤنا، والذي يسمي مرشحا ويدعو الى الحوار بين الكتل النيابية قبل التسمية وبعدها، ولا زلنا ندعو الى الحوار دون فيتوات مسبقة، والمنطق الآخر، وهو ليس منطقا واحدا، بل متفاوتا بين فريق وآخر، لكن ركيزة هذا المنطق بمستوياته المتفاوتة هي وضع فيتوات ورفض الحوار”.
ورأى أن, “البعض يحاول دائما التذكير بأدائنا خلال المرحلة السابقة لانتخاب الرئيس عون عندما طال أمر الفراغ في البلد قبل إنتخابه، ولكن أي مقارنة في هذا الصدد ليست في محلها، لأن البلد في هذه المرحلة في حال شبه انهيار إقتصادي ومالي وإجتماعي، ولا يجوز مقاربة الإستحقاق الرئاسي بقاعدة (يلي عند أهلو ع مهلو)”.
وشدّد على أن “ترف الوقت في هذه المرحلة جريمة بحق الوطن والناس المستضعفين، وهذا يختلف عن الظروف الإقتصادية والسياسية في مرحلة إنتخاب الرئيس عون”.
وأضاف, “المعترضين يشكلون علينا أننا سمينا مرشحا قريبا منا، ولكن في حقيقة الأمر نحن سمينا مرشحا من عائلة هي من النواة الصلبة في الطائفة المارونية، وشخصية تدعو إلى برنامج رئاسي توافقي مرتكزاته الأساسية لم شمل اللبنانيين، وإعادة ترميم علاقاته العربية، وإنهاء مشكلة النزوح، ومعالجة الأزمة المالية – الإقتصادية، ومقاربة المواضيع الخلافية بالحوار والتفاهم، ولا يخفى بأن وصوله لموقع الرئاسة، بعلاقاته ومواقفه وتاريخه، يسهل كثيرا في معالجة الملفات الداخلية بالحوار والتوافق، بما فيها الملفات الشائكة”.
وتابع, “في ذكرى ثالث فقيد الجهاد والمقاومة صالح زريق، نتقدم من عائلته الكريمة ذات القدم الراسخ في الإنتماء لهذه المسيرة، ومن عائلته الكبرى هذه البلدة العزيزة الخيام، ومن كل محبيه وأصدقائه، بأصدق مشاعر المواساة، سائلين المولى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يهبه شفاعة محمد وآل محمد، وأن يجعل مقامه إلى جانب من تولى ومن أحب ومن استشهد في هذه المسيرة”.
ولفت إلى أن “زريق، هو من الرعيل الذي واكب انطلاقة مسيرتنا الجهادية، وكنا نقول أننا حزب شباب، الحزب لا يزال شابا وفتيا وناضجا، ولكن ثمة جيل في قيادة حزب الله ومن الرعيل الأول بات في الستينات والسبعينات، وقلة ممن هم في الثمانين، 40 عاما عمر حزبنا، وحزب الله يزداد رسوخا وتمددا وفاعلية وتألقا، ولهذا أسبابه، علما أن الدول والأحزاب هي كيانات مثل البشر تشيخ وتهرم، إلا إذا جددت شبابها من خلال مواكبتها لتغييرات الواقع ومستجداته”.
وأردف, ” الراحل كان جاري في مرحلة هي النصف الأول من التسعينات، كنت وقتها في الإعلام المركزي، وكان لديه محل تنظيم الحملات إلى الزيارة والحج، وكنت أراه يوميا، كان مرحا وطيبا وملامحه توحي دائما أن الدنيا بألف خير، وأن ابتسامته لا تفارق وجهه الذي يأنف أن يكون عبوسا”.
واستكمل, “إن الذين التحقوا بهذه المسيرة منذ أواخر السبعينات، ومع تأسيس حزب الله من رحم الإجتياح ومن ثم في الثمانينيات والتسعينات، لم يكن في حسبان أحد لا قائد ولا مجاهد ولا أي كان، فإن في هذه المسيرة غنم دنيوي بل غنم أخروي، وأن الانتساب إلى هذه المسيرة شاق والدرب وعر والمعاناة شديدة والمخاطر حاضرة، ولكن كل ذلك يهون ما دام في عين الله”.
وأضاف, ” لم يكن يمضي يوم دون شهيد، ولم يكن يمضي عام دون مواجهة، ولم تكن تمضي مرحلة دون إبتلاءات كبرى، وفي البدايات، كان العامل في هذه المسيرة يدفع من جيبه، وكان يضع سيارته الشخصية في خدمة العمل، وكان يتضور جوعا أثناء مهامه الحزبية، لأنه لا يملك أن ينفق ثمن طعام، وكنا نعاني وعانى الأخوة معنا لإقناع الواحد منا كي يأخذ راتبا إذا تفرغ لمهامه الحزبية، تلك الروحية كانت خالصة لوجه الله، وكلما إزدادت المعاناة والتضحيات والعطاء، كان المرء يزداد إطمئنانا وسعادة”، لافتا إلى أن “حياة الإنسان مليئة بالإبتلاءات والتحديات، وعليه ألا يغفل قيد أنملة أو إغماضه عين عن الإبتلاءات التي يواجهها”.
وختم, “إن شرط التجدد والشباب في مسيرة حزب الله، هو دماء الشهداء وتضحيات العاملين فيه، وأن شرط الثبات هو الوضوح في الأهداف والاخلاص في الولاء للخط وللقيادة، وإن شرط النجاح في مواجهة هذه التحديات الكبيرة والخطيرة هو الإتكال على الله وتسليم الأمر إليه”.