ما الفرق بين الضربات النووية التكتيكية التي تلوح بها كوريا الشمالية والهجوم النووي الاستراتيجي؟

تلوح كوريا الشمالية بتنفيذ هجمات نووية تكتيكية ضد جارتها الجنوبية ردا على المناورات العسكرية المشتركة التي أجرتها سيئول مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وتختلف الأسلحة النووية التكتيكية اختلافا كبيرا عن الأسلحة النووية الاستراتيجية فيما يتعلق بالحجم والقوة التدميرية ووسائل الإطلاق.

وبينما يمكن لقنبلة نووية استراتيجية واحدة أن تدمر مدنا بأكملها وأن تقتل وتصيب ملايين البشر، فإن القنابل النووية التكتيكية تمتلك قوة تدميرية تفوق أضخم القنابل التقليدية، لكنها لا تتسبب في دمار شامل مثل القنابل النووية الاستراتيجية.

ومنذ ظهور الأسلحة النووية في أربعينيات القرن الماضي واستخدامها من قبل الجيش الأمريكي ضد اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية، لم يشهد العالم أي هجوم نووي آخر.

ومنذ ذلك الحين أصبحت قنبلتا “هيروشيما” و”نغازاكي” النوويتان الأمريكيتان مرجعا عالميا للمقارنة بين القوة التدميرية للقنبلة النووية وحجم الدمار المتوقع عند استخدامها.

القوة التدميرية لقنبلة “هيروشيما، التي يطلق عليها “الولد الصغير” تساوي 15 كيلوطن.
القوة التدميرية لقنبلة “نغازاكي” التي يطلق عليها “الرجل السمين” تساوي 20 كيلوطن.

ومع تطور التقنيات النووية بدأت الدول الكبرى وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا تطوير أنواعا مختلفة من القنابل النووية الأكثر فتكا حتى تم إنتاج قنابل نووية تصل القوة التدميرية لبعضها لـ 100 ميغاطن، وهي قوة تدميرية تكافئ تفجير 100 مليون طن من مادة “تي إن تي” شديدة الانفجار في لحظة واحدة.

كما عملت الدول الكبرى في الاتجاه الآخر بهدف امتلاك قنابل نووية ذات قوة تدميرية منخفضة ويمكن التحكم فيها، وهو ما يطلق عليه القنابل النووية التكتيكية، التي لا تتجاوز القوة التدميرية لبعضها (0.02 كيلوطن) أو ما يكافئ تفجير 20 طن فقط من مادة “تي إن تي”، حسبما ذكر موقع “نيكولير سيكرسي” الأمريكي.

أقوى قنبلة نووية

تعد القنبلة النووية الروسية “إيفان الكبير” أو “القيصر”، كما يطلق عليها الغرب، أضخم قنبلة عرفها العالم حتى الآن، حسبما يشير موقع منظمة حظر التجارب النووية، الذي أوضح أنها تتكون من 3 مراحل وأن قوتها التدميرية تصل إلى 100 ميغاطن (تكافئ 100 مليون طن من مادة تي إن تي).

أصغر قنبلة نووية

تصنف القنبلة النووية الأمريكية “دافي كروكيت” ضمن القنابل النووية التكتيكية، وهي أصغر قنبلة نووية في الترسانة الأمريكية وتصل قوتها التدميرية إلى (0.02 كيلوطن) أو ما يكافئ 20 طن من مادة “تي إن تي”، حسب ما ذكر موقع “نيوكلير سيكريسي”.

كيف تقاس قوة القنبلة النووية؟

تقاس القوة التدميرية للقنابل النووية بوحدتين هما “كيلوطن” و”ميغاطن” وهي تقارن حجم الانفجار النووي بحجم مادة “تي إن تي” التي يؤدي تفجيرها لانفجار مماثل.

“كيلوطن”: يستخدم في قياس قوة القنابل النووية التي تكافئ قوتها التدميرية ألف طن أو أقل من مادة “تي إن تي”.

“ميغاطن”: تستخدم في قياس قوة القنابل النووية التي تزيد قوتها التدميرية عن ألف طن من مادة “تي إن تي”.

ويعني ذلك أنه عند تفجير قنبلة نووية قوتها التدميرية (1 ميغاطن)، فإن ذلك يكافئ تفجير مليون طن من مادة “تي إن تي”.

وبصورة عامة يمكن القول إن الأسلحة النووية الاستراتيجية تمثل سلاح دمار شامل لا يتم اللجوء إليه إلا عندما يصبح الاختيار الأخير لحماية وجود الدولة، بينما يمكن اللجوء للأسلحة النووية التكتيكية لتنفيذ هجمات محدودة النطاق لأنها عبارة عن ذخائر نووية منخفضة الطاقة يمكن استخدامها ضد القوات التقليدية أو المناطق الخلفية القريبة للعدو أو حتى مراكز القيادة والمواقع العسكرية المهمة.

وتمثل كوريا الشمالية إحدى الدول النووية الـ9 الموجودة في العالم وتشير تقديرات معهد ستوكهولم لأبحاث السلام في 2023 إلى أنها تمتلك نحو 30 رأس نووي، بينما يقدر إجمالي عدد الرؤوس الحربية في العالم أجمع بـ12 ألفا و512 رأسا نوويا.

يذكر أن كوريا الجنوبية، التي تلوح بيونغ يانغ باستهدافها بضربات نووية، لا تمتلك أي سلاح نووي، لكنها تعتمد على ما يطلق عليه “المظلة النووية” الأمريكية، لتوفير الحماية لها ضد بيونغ يانغ.

المصدر: سبوتنيك