“إخلاء مستشفيات غزة”.. خطر داهم على حياة المرضى يضربه الاحتلال عرض الحائط
وصلت تهديدات الاحتلال الإسرائيلي إلى المستشفيات في قطاع غزة، رغم تحذيرات عالمية شددت على ضرورة تحييد المنشآت الصحية في القطاع من القصف الإسرائيلي ودعوات الإخلاء، لما فيه من مخاطر جسيمة على صحة المرضى والجرحى.
لكن الاحتلال صمّ أذنيه عن هذه الدعوات، داعياً عدة مستشفيات في قطاع غزة إلى الإخلاء، خلال مدة زمنية تستمر لساعات فقط.
ودعا الاحتلال إلى إخلاء مستشفى العودة في مدة أقصاها ساعتين، ثم مددها حتى السادسة من صباح هذا اليوم، رغم التحذيرات التي قدمتها إدارة المستشفى، ومنظمات صحية عالمية.
منظمة أطباء بلا حدود شجبت في بيان نشرته على منصة “أكس” الدعوة إلى الإخلاء قائلة إنها “تشجب دون أي لبس هذا العمل، وسفك الدماء المستمر والعشوائي والهجمات على الرعاية الصحية في غزة”، ولفتت إلى أنّ عملية الإخلاء “معقدة”.
بدورها، منظمة الصحة العالمية، طالبت الاحتلال الإسرائيلي بالتراجع عن هذا القرار، وقالت إن “نقل المرضى يعرض حياتهم لخطر داهم، وكذلك حياة العاملين الصحيين”.
ويقدم المستشفى الخدمات منذ قرابة 20 عاماً للمواطنين الفلسطينيين في المنطقة الشمالية، وهو متعاقد مع وكالة “أونروا”.
وقصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي محيط مستشفى العودة بتل الزعتر شمالي قطاع غزة، في محاولة للضغط على المستشفى وتسريع عملية الإخلاء.
ولم يكتف الاحتلال بمطالبة إخلاء مستشفى العودة، وقام الاحتلال أيضاً باستهداف مستشفى الدّرة للأطفال شرقي القطاع بقنابل الفوسفور الأبيض، مما دفع طواقمه إلى الإخلاء حفاظاً على صحة المرضى.
ووفق مراسل الميادين فقد طلب الاحتلال أيضاً من طواقم مستشفى القدس تل الهوى أن يقوموا بإخلائه تمهيداً لقصفه.
يأتي ذلك في وقتٍ دخلت المنظومة الصحية في قطاع غزة مرحلة الانهيار الكبير، مع بدء نفاد الأدوية وانقطاع الكهرباء، بسبب حصار الاحتلال الخانق للقطاع.
وكان المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، أكد في تصريح للميادين، أنّ “ساعات فقط تفصل عن التوقف عن تقديم الخدمات في مستشفيات غزة”.
وأفاد مراسل الميادين بأنّ حصيلة الشهداء الذي ارتقوا مِن جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، بلغت 1900 ، مؤكّداً أنّ وتيرة ارتفاعها سريعة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أنّ من بين الشهداء 614 طفلاً.
وكان “جيش” الاحتلال قد أبلغ الأمم المتحدة ضرورة انتقال 1.1 مليون فلسطيني في غزة إلى جنوبي القطاع، خلال 24 ساعة، في وقتٍ يعمل فيه الاحتلال على توسيع دائرة النار وقوتها، مستخدماً في عدوانه صواريخ ارتجاجية عنيفة وقنابل فوسفورية محرمة دولياً.