الأخبار: قلق إسرائيلي من «حرب نصرالله الاقتصادية»
كتبت الأخبار:
في مقارنة سريعة بين الاعتداءات الإسرائيلية والعمليات اليومية للمقاومة، يتبين بوضوح أن هذه الأخيرة حافظت على وتيرتها من حيث الكثافة والتأثير، رغم تصاعد الغارات والاعتداءات، خصوصاً في قرى الحافة الأمامية. وبعد الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وباستثناء العدوان على الغازية الذي قال العدو إنه رد على هجوم على طبريا لم يعلن حزب الله مسؤوليته عنه، شهد أداء جيش العدو عودة إلى «الروتين العدواني» السابق.وباستثناء غارة الغازية الثلاثاء الماضي، شهدت الفترة الممتدة من الأسبوع الماضي إلى يوم أمس، تقلص الاعتداءات المدفعية بعدما كانت نحو 20 إلى 25 قرية حدودية تتعرض لقصف مدفعي كثيف يومياً تطال غالبيتها المنازل والفلوات المقابلة للمواقع المعادية.وإذا كان يوم أمس شهد زيادة نسبية في الاعتداءات المدفعية، إلا أنه بقي ضمن المستوى المتقلص في الفترة الأخيرة.
مقابل ذلك، شهدت الاعتداءات بالغارات الجوية ارتفاعاً ملحوظاً عمّا كانت عليه الشهر الماضي. ونفّذ العدو أمس 10 غارات على أكثر من قرية حدودية، استهدفت غالبيتها توسيع مشهد الدمار في هذه القرى، كما حدث في بليدا ويارون في اليومين الأخيرين. والأبرز في الاعتداءات أمس، غارة على منزل في حي المشاع في أطراف المنصوري لناحية مجدل زون، أدت إلى استشهاد المواطنة خديجة سليمان والطفلة أمل الدر.
أما من جهة حزب الله، فقد زاد أمس نشاطه، ونفذ 13 عملية على طول الجبهة الممتدة من الناقورة إلى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، إحداها «رداً على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى والمنازل المدنية وخصوصاً الاعتداء على المدنيين في مجدل زون»، والثانية «رداً على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الجنوبية والمنازل المدنية، وآخرها في قرى حولا وبليدا وعيتا وكفركلا الخيام»، استهدفت مبنيين يتموضع فيهما جنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة أفيفيم. والثالثة «رداً على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الجنوبية والمنازل المدنية وآخرها في الخيام»، استهدفت تموضعاً لجنود العدو في مستعمرة المطلة. فيما ذكرت صحيفة «معاريف» أن صاروخاً مضاداً للدروع أصاب مصنعاً لتعليب الفاكهة في المطلة وألحق به أضراراً جسيمة.
واستهدفت إحدى العمليات، للمرة الأولى، مستوطنة «متسوفا» التي تبعد نحو 3 كلم عن الحدود اللبنانية في القطاع الغربي، وتضم معملاً للحديد، وثكنة عسكرية وحقلاً للرماية، إضافة إلى مسرح وأسواق تجارية وأماكن سياحية. كما استهدفت المقاومة تموضعات عسكرية لجنود العدو في إيفن مناحم وشوميرا والمطلة وأفيفيم، وتجمعاً للجنود في محيط موقع المرج، وموقعي رويسات العلم وزبدين في مزارع شبعا وموقع حدب يارين وثكنة زرع.
ونقلت «القناة 13» العبرية أن «حزب الله تغلب على منظومات الكشف التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي». فيما كتب يهودا بالنغا في «إسرائيل اليوم»، إنه «منذ 8 تشرين الأول، يقاتل حزب الله إسرائيل بقوة متصاعدة، ويهاجم أهدافاً على الحدود الشمالية يختارها بصورة دقيقة». وبالاستناد إلى ما يسمى «المنتدى المدني – لوبي 1701»، قال بالنغا إن «حزب الله أطلق على إسرائيل، في كانون الثاني الماضي، 103 صواريخ دقيقة و520 صاروخاً وقذيفة. وجرت 39 محاولة تسلُّل وإطلاق مسيّرات من لبنان»، مشيراً إلى نزوح نحو 69 ألفاً من مستوطني الشمال منذ نشوب الحرب. كذلك أشار بالنغا إلى «حرب نصر الله الاقتصادية»، بعد استهداف مزرعة دواجن في مرغليوت الخميس الماضي، وأخرى في موشاف دوفيف قبل أكثر من شهر، لافتاً إلى «أرقام مقلقة» تشير إلى خسارة المحصول الزراعي هذا العام، وارتفاع الأسعار بسبب النقص، مستقبلاً، في قطاعات الدواجن والبيض والخضار والفاكهة، بل وخسارة محاصيل السنوات المقبلة، بسبب عدم القدرة على الاهتمام بالأرض وبالأشجار وتجهيزها للسنوات المقبلة. وأشار الى انه منذ 30 تشرين الأول 2023، تراجع إنتاج حليب الأبقار إلى 49.3%، وحليب الأغنام الى 80%، والبيض الى 70% في حيفا والشمال، وهي المنطقة التي يأتي منها 45% من محاصيل الخضار، و61% من الفاكهة. وخلص إلى أنه «بينما نحصي الهجمات على أهداف عسكرية يحصي نصر الله خسائرنا الاقتصادية».