فضل الله: رئاسة الجمهورية لم تُطرح بل فصلها عن مواجهات الجنوب
زيارة وفد من “حزب الله” برئاسة رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد وعضوية النائبين حسن فضل الله وعلي عمار، للرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال عون، لها رمزيتها الوجدانية، للعلاقة التاريخية التي تربط الجانبين منذ نحو عقدين، والتي توجها “اتفاق مار مخايل” الذي وقعه الرئيس عون والامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في كنيسة مار مخايل في الشياح في 6 شباط 2006، والذي شابته خلال الممارسة، تباينات وتناقضات، ظهرت في محطات سياسية، لا سيما بعد انتهاء ولاية الرئيس عون، والنظرة الى الاستحقاق الرئاسي، وادارة السلطة مع الشغور الرئاسي، الى مسائل اخرى.
فالمسائل السياسية الداخلية، لم تحضر في اللقاء الذي كان ودياً، بل تقدم الوضع العسكري، سواء الحرب الاسرائيلية التدميرية على غزة، والمواجهة العسكرية بين العدو الاسرائيلي و “حزب الله”، حيث تحدث الطرفان بالتطورات العسكرية وتداعياتها، وعرض عون لوجهة نظره، وشرح له النائب رعد كل الوضع بالتفصيل، ولماذا خاض الحزب المعركة، التي بقدر ما هي اسناد لغزة، بقدر ما كانت استباقية لما كان سيقوم به العدو في لبنان، لو تحقق الانتصار في غزة، وفق ما يؤكد عضو الوفد النائب حسن فضل الله لـ “الديار” عن اللقاء الذي وصفه بالممتاز، والارتياح الذي ابداه الرئيس عون للزيارة، التي تؤكد على ان العلاقة لن تنقطع.
ولم يتم التطرق الى استحقاق رئاسة الجمهورية، في اللقاء، كما يقول فضل الله، بل ارتاح العماد عون، عندما اكد له النائب رعد، ان لا ربط بين ما يحصل في الجنوب ورئاسة الجمهورية، التي يؤيد “حزب الله” ان تحصل انتخاباتها، ولا ان يستمر الشغور، دون التطرق الى التفاصيل او الاسماء، بل تُرك هذا الموضوع للبحث مع “التيار الوطني الحر”، وهذا ما هو حاصل، حيث ابلغ الوفد الرئيس عون، بان الحوار لم ينقطع مع باسيل، وان تراجع في بعض الاحيان، لكن سيأتي اليوم الذي سيعود التواصل.
وجرى الحديث ايضاً عن مهمة المستشار الرئاسي الاميركي لشؤون الطاقة آموس هوكستين، الذي يحضر الى لبنان في مهمة تحت اسم ترسيم الحدود البرية، وهو ليس مطلوباً من لبنان المرسمة حدوده، وعلى العدو الاسرائيلي الانسحاب من الاراضي اللبنانية المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من مدينة الغجر و13 نقطة حدودية تحفّظ عنها لبنان اثناء رسم الخط الازرق، ثم نقطة 29 في البحر، فكانت مواقف الطرفين متطابقة، كما يقول النائب فضل الله، الذي شدد على ان “حزب الله” لا يفك ارتباطه بحلفائه ولا اصدقائه، والرئيس عون واحد منهم.
وفي موازاة ما ينقله النائب فضل الله، من اجواء ايجابية عن اللقاء مع الرئيس عون، فان مصادر في “التيار الوطني الحر”، ترى في المبادرة من “حزب الله” تطورا ايجابيا ينظر اليها بكل تقدير، وان العلاقة معه وان كانت تمر في خلافات بوجهات النظر، فانها تحل في اطار الحوار والتقارب وليس التباعد، وعندما تم التوقيع على “تفاهم مار مخايل”، لم تكن حرب غزة، وكان التأكيد على حق لبنان في المقاومة، ولما حصل العدوان الاسرائيلي على لبنان صيف 2006، وقف “التيار الوطني الحر” وكان العماد عون رئيسه الى جانب “حزب الله”.