الجمهورية: مسؤولون كبار: زيارة لودريان مفاجئة ولا نملك أدنى فكرة عن أسبابها!
جاء في الجمهورية:
إذا كان الملف الجنوبي يشكّل جرحاً لبنانياً نازفاً على كل المستويات منذ الثامن من تشرين الاول الماضي، الّا أنّ الهمّ الأكبر في موازاته، هو الجرح الرئاسي الذي يعاني التهابات سياسية مزمنة، أحبطت سلسلة طويلة من المساعي والمبادرات لشفائه، وها هو يخضع خلال الاسبوع الجاري لمحاولة فرنسية للدفع به إلى الأمام عبر زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت في الساعات المقبلة.
على انّ هذه الزيارة، وكما تؤكّد الأجواء السابقة لها، لعلّها من اكثر الزيارات إثارة للتساؤلات حولها، حتى أنّ مسؤولين كباراً يعبّرون عن مفاجأتهم بالمبادرة الفرنسية بإيفاد لودريان في مهمّة رئاسية، ويؤكّدون بكل صراحة ووضوح انّهم لا يملكون أدنى فكرة عن اسبابها ودوافعها في هذا التوقيت بالذات، وكذلك عمّا يحمله معه الوسيط الفرنسي في زيارته الجديدة، وما يمكن ان يطرحه في جولة اللقاءات التي سيجريها.
وفيما استبقت باريس زيارة موفدها الى بيروت بإشارات تؤكّد على اهمية هذه الزيارة لكونها تشكّل إحياءً لفرصة حل رئاسي سريع، فإنّ مقاربة هذه الزيارة داخلياً مشوبة بحذر واضح تعبّر عنه مستويات رسمية حيال المبادرة الفرنسية الجديدة، وضمن ذلك، تبرز مقاربة أحد كبار المسؤولين لزيارة لودريان، حيث لا يخرجها من دائرة التشكيك بأن تشكّل فرصة للدفع بالملف الرئاسي إلى برّ الانتخاب، حيث ما يخشى منه أن تشكّل الزيارة تكراراً لزيارات لودريان السابقة، باستطلاعاتها، وطروحاتها التي انتهت جميعها إلى مغادرته بيروت خالي الوفاض. الّا اذا كان هذه المرّة يحمل في جعبته اقتراحات وطروحات نوعية تؤسس لايجابيات حقيقية.