لواء احتياط يحذّر: لاستبدال القادة في “إسرائيل” على الفور.. وإلا لن ننجو
أكد اللواء احتياط في “جيش” الاحتلال، ومفوّض شكاوى الجنود السابق، إسحاق بريك، أنه إذا لم تقُم الحكومة الإسرائيلية بإنهاء الحرب، فإنّ المعركة ستتحول إلى حرب استنزاف ستستمرّ لسنوات، بقيادة حماس في غزة وحزب الله في الشمال، وستؤدي إلى انهيار “إسرائيل”.
وأوضح بريك، في مقال في صحيفة “هآرتس”، أنه إذا لم تنتهِ الحرب، فإنّ “إسرائيل” ستخسر الأسرى، وسينهار الاقتصاد، وسينهار “جيش” الاحتياط، الذي لن يكون قادراً على تحمل العبء أكثر دون تبدّل المقاتلين، ولن تتم إعادة تأهيل المستوطنات المدمرة على الحدود الجنوبية والشمالية، وسيصبح المئة ألف نازح فقراء معدمين.
وأشار بريك إلى أنّ عزلة “إسرائيل” في العالم ستزداد، وستزداد حدة المقاطعات الاقتصادية والثقافية والحظر العسكري، الذي تشهد “إسرائيل” بدايته بالفعل، نتيجة لقرارات محكمة لاهاي.
وبحسب ما أكد، فإنّ “إسرائيل” ستُقصى عن مشاريع وأحداث دولية، والكراهية لها في العالم ستبلغ عنان السماء.
ولفت إلى أنّ الذين يمكنهم الاستقرار في الخارج، وخاصة في التكنولوجيا والطب، سوف يفرّون من “إسرائيل” بشكلٍ جماعي، مضيفاً أنّ “الشرخ الموجود في المجتمع المنقسم اليوم سوف يتسع مع تدهور الوضع، والمواجهات بين مختلف القطاعات سوف تفكك المجتمع الإسرائيلي من الداخل”.
وشدّد اللواء الإسرائيلي إلى وجود احتمال معقول لاندلاع حرب إقليمية متعددة الساحات، الأمر الذي من شأنه أن يسرّع أكثر نهاية “إسرائيل”.
وأشار بريك إلى أنّ “القادة، الذين لا ينجحون في تقديم ردّ لحماس وحزب الله، قرروا اللعب بالنار وإدخال إيران أيضاً في المعادلة”، مردفاً: “إنهم يطلقون النار في كل الاتجاهات من دون تفكير، ويقرّبونا من الحرب الإقليمية التي ستسبب دماراً رهيباً وخسائر لا تطاق”.
ووفق ما تابع، فإنه حتى لو لم تندلع حرب إقليمية شاملة في الجولة الأخيرة ضد إيران، فقد نشأت عدة مجريات تهدد “إسرائيل”، أهمها، أنّ “السابقة الأولى لهجوم إيران المباشر على إسرائيل تعني تغيير قواعد اللعبة: لم تعُد إيران تعمل فقط من خلال وكلاء”.
وأوضح أنه “بعد الردّ الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية، يتحدث مسؤولون إيرانيون عن انتقالٍ سريع من دولة عتبة نووية إلى دولة نووية بالكامل”، مشيراً إلى أنّ “الإيرانيين تعلموا دروساً من هجومهم على إسرائيل، سوف يدفنون قدراتهم النووية في أعماق الأرض، وبمساعدة الروس سيتقدمون بدفاع محكم عن منشآتهم النووية”.
وبحسب ما يرى بريك، فإنّ “هجوم إيران الأخير على إسرائيل سيزيد من استعدادها لحرب شاملة”، مؤكداً: “لقد درسوا طريقة عملنا جيداً”.
كذلك، لفت إلى أنّ “البرنامج النووي الإيراني يهدف في المقام الأول إلى خلق توازن رعب نووي مع إسرائيل، واستخدام الأسلحة التقليدية لإيران ووكلائها ضدها.. إنّ الدمار الذي يحدثه هذا السلاح يشبه الدمار الذي تحدثه قنبلة نووية – دون التداعيات النووية”.
وأكد اللواء الإسرائيلي أنّ “إسرائيل” ليست مستعدة لمثل هذه الحرب الإقليمية.
وشدّد على أنّ “قادة الدولة، على المستويين السياسي والعسكري، الذين جلبوا علينا عار 7 أكتوبر بأفعالهم المتسيّبة، ليسوا قادرين ولا يريدون من ناحية نفسية إنهاء الحرب، ولن تزحزحهم أي قوة في العالم عن موقفهم”.
لذلك، “لن يأتي الخلاص منهم”، بحسب بريك، الذي أكد أنّ “المسؤولين عن الفشل يخشون من أنه بعد المجزرة والعار الذي جلبوه على البلاد في 7 أكتوبر، سيتّهمهم بعض الوزراء والجمهور (الذين لا يفهمون الواقع من حولهم) بالاستسلام إذا أوقفوا الحرب”.
وأكد أنّ “بعض هؤلاء القادة يدركون تماماً مصيرهم”، مشيراً إلى أنهم “يعلمون أنّ فشلهم سيتردد صداه في كتب التاريخ وسيُذكرون إلى الأبد. لذلك، إنهم على استعداد لتدمير إسرائيل وجرّ كلّ الإسرائيليين معهم إلى الهاوية، بمثابة عليّ وعلى أعدائي يا رب”.
أما الجزء الآخر فـ”يؤمن بالمعجزات، بالمخلّص، ويعيش في واقع ٍوهمي. وهم أيضاً يقودون الدولة إلى نهاية مسارها”، وفق ما ذكر.
ويرى اللواء الإسرائيلي أنّ “هناك استنتاج واحد فقط من كل هذا: يجب استبدال القادة في المستويين السياسي والعسكري فوراً، لأننا لن نكون قادرين على أن ننجو معهم في بقعتنا الصغيرة هذه من الرب”.
هذا ولفت بريك إلى أنّ “كلّ يوم يمرّ في الحرب يبعدنا عن القدرة على العودة إلى الوضع الطبيعي وإنقاذ إسرائيل”، مؤكداً أنّ الأخيرة “تواجه فشلاً مطلقاً وليس انتصاراً مطلقاً على حماس، مثلما يحكي لنا بنيامين نتنياهو وبيني غانتس ويوآف غالانت وهرتسي هليفي”.
واعتبر أنّ دخول رفح “لن يؤدي إلا إلى تفاقم وضعنا بعشرات الأضعاف، وسيكون المسمار الأخير في نعش قدرتنا على المواجهة على نفس وجودنا في هذه القطعة من الأرض”.
وختم اللواء الإسرائيلي قائلاً، إنّ “تغيير القادة ووقف الحرب التي فقدت هدفها فقط يمكن أن ينقذنا.. لا تقولوا إنكم لم تعلموا”.