“قنبلة دبلوماسية”.. مسؤولون إسرائيليون: وزير “الشتات” بدعمه للوبان أضر بعلاقتنا مع فرنسا
بعد الهزيمة التي مني بها “أقصى اليمين” في الانتخابات التشريعية الفرنسية، أعرب مسؤولون دبلوماسيون في “إسرائيل” وفرنسا عن انتقاداتهم لسلوك وزير شؤون “الشتات” الإسرائيلي عميشاي شيكلي خلال الحملة الانتخابية الفرنسية ودعمه الصريح لزعيمة “التجمع الوطني” مارين لوبان.
ووفقاً لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، فقد وصف مسؤول إسرائيلي مشارك في الاتصالات بين الجانبين سلوك شيكلي بأنه “قنبلة دبلوماسية”.
وقال عدد من الدبلوماسيين الآخرين الذين تحدثّوا مع “هآرتس” إن “شيكلي أضر بالعلاقات مع فرنسا”.
وفي حديثها عن انحياز شيكلي للوبان، قالت “هآرتس” إنّه منذ أن دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى انتخابات مبكرة، كان شيكلي صريحاً جداً في دعمه لحزب لوبان ( التجمع الوطني).
وأضافت أنّه في أواخر يونيو/حزيران الماضي، نشر شيكلي مقطع فيديو لمرشح لوبان لرئاسة الحكومة، جوردان بارديلا. وقبل أسبوع، قال في مقابلة إنّه “سيكون أمراً ممتازاً لإسرائيل إذا تم انتخاب لوبان رئيسة لفرنسا”.
وتابعت “هآرتس” أنّ شيكلي لم يكتف بالإعلان عن تفضيله الشخصي للوبان، بل أكد في المقابلة نفسها أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يتفق مع موقفه في هذا الشأن، مشيرة إلى أنّ نتنياهو لم ينكر ما قاله شيكلي.
ولم يتوقف دعم شيكلي للوبان قبيل الانتخابات فحسب، بل امتد إلى ما بعدها أيضاً تقول الصحيفة الإسرائيلية، فعلى الرغم من فوز تحالف الأحزاب اليسارية بقيادة جان لوك ميلانشون بالانتخابات، فقد نشر شيكلي على منصة “إكس” عبارة قالها فيها: “إن ميلانشون هو النسخة الفرنسية من البريطاني جيريمي كوربين”، مشيراً إلى أنّ ميلانشون يكره “إسرائيل”، و”رفض إدانة أحداث الـ7 من أكتوبر وتسمية حماس منظمة إرهابية”.
وأكدت “هآرتس” أنّ تدخلات شيكلي في السياسة الداخلية الفرنسية بدأت قبل أن يدعو ماكرون إلى الانتخابات. ففي أواخر مايو/أيار الماضي، حضر شيكلي مؤتمراً للأحزاب القومية اليمينية في أوروبا، قبل أيام قليلة من انتخابات البرلمان الأوروبي التي حقق فيها حزب لوبان أفضل نتائجه على الإطلاق.
وفي المنشور الذي نشره على وسائل التواصل الاجتماعي وأشاد فيه بلوبان، انتقد شيكلي أيضاً الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وكتب أن لوبان تحدثت في تجمع جماهيري لدعم “إسرائيل” بعد الـ7 من أكتوبر، وأن ماكرون “اختار عدم الحضور”.
ولم يمر تدخل شيكلي لصالح لوبان مرور الكرام على وزارة الخارجية الفرنسية أو السفارة الفرنسية في “إسرائيل”، رغم أن كليهما اختارا عدم الرد رسمياً في محاولة لتجنب المزيد من التوترات في العلاقات الإسرائيلية – الفرنسية بعد عدة أشهر من العناوين السلبية المرتبطة بالانتقادات الفرنسية للحرب على غزة، وقرار منع الشركات الإسرائيلية من المشاركة في المعرض الرئيسي للأسلحة في باريس، تقول “هآرتس”.
وتضيف أنّه وبعد الإحراج الذي تسبب فيه سلوك شيكلي، اضطر وزير الخارجية يسرائيل كاتس مع بدء الانتخابات الفرنسية إلى نشر عبارة على منصة “إكس” أكد فيها أنّ “إسرائيل لا تتدخل في الانتخابات في فرنسا وتحترم الديمقراطية الفرنسية”.
وقال مصدر دبلوماسي إسرائيلي للصحيفة الإسرائيلية إن شيكلي يعمل بشكل مستقل تماماً في علاقاته مع أحزاب أقصى اليمين في أوروبا، مؤكداً أنّ هناك أوقات لا يكون فيها المسؤولون في وزارة الخارجية على علم حتى بالاجتماعات التي يعقدها أو التصريحات التي يصدرها حول هذا الموضوع.
وقال المصدر “إن شيكلي يدير سياسته الخارجية بنفسه إلى حد كبير”، مشدداً على أنّ “فرنسا ليست سوى مثال واحد”.