لبنان

الأخبار: رفع التأهّب واستنفار الوزارات: إسرائيل تستعدّ لـ«سيناريو المطر»

كتبت بيروت حمود في الأخبار: 

رفعت إسرائيل مستوى التأهب تحسباً لرد محور المقاومة على أكثر من مستوى، بما يشمل استعدادات سلاح الجو ورفعه حالة الاستنفار إلى الحد الأقصى، بالتنسيق مع قيادة المنطقة الوسطى للجيش الأميركي «سنتكوم». أمّا القوات المنتشرة على الحدود فقد عُززت هي الأخرى، وتقرر أنه في إطار حالة التأهب، سيبقى جميع الجنود في الوحدات النظامية في قواعدهم ولن يخرجوا لعطلة، فيما فُرّغت في وقتٍ سابق غالبية القواعد والمعسكرات التي يقيم فيها جنود لا يشاركون في القتال، وتقع على بعد يصل حتّى 40 كلم عن الحدود اللبنانية – الفلسطينية.وعلى مستوى الجبهة الداخلية، وفي إطار الاستعدادات الجارية على الجبهة الشمالية، حضر رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، اجتماعاً في مقر قيادة الجبهة الداخلية في الرملة بمشاركة وزير الداخلية، موشيه أربيل، وقائد «الجبهة»، الجنرال رافي ميلو. وعقب انتهاء تقييم الأوضاع، أعلن نتنياهو أن «إسرائيل موجودة في جاهزية عالية جداً في الدفاع والهجوم لكل سيناريو، وسنقوم بجبي ثمن باهظ جداً من كل جبهة تهاجمنا»، مشيداً بـ«الأنشطة المهمة (في إطار الاستعداد للرد)، والتي اتُّخذت إلى الآن في إطار ما هو قادم».
في غضون ذلك، أجرى المدير العام لمكتب نتنياهو، يوسي شيلي، اجتماع بتقنيّة «زوم» مع المدراء العامين لجميع الوزارات الحكومية، بهدف التأكد من حاهزيّتهم لكل التطورات والانتقال إلى حالة الطوارئ في غضون ساعة واحدة، في حالة تعرّض إسرائيل لهجوم، أو كما تمّ تعريف الحالة بأنها «سيناريو المطر». ومن بين الذين شاركوا، مدراء كل من وزارات الداخلية، الصحة، المالية، الطاقة، التراث والمواصلات. وطبقاً لما نقله موقع «واينت»، فقد «أُوصي الحاضرون بعدم بث الهلع»، والتجهز للأسوأ من دون أن يكون ذلك حتمياً بالضرورة. ومن بين المواضيع التي تمت مناقشتها: جهوزيّة المستشفيات لإخلاء المرضى إلى الطوابق السفليّة في حال عدم التمكن من إيصالهم إلى الملاجئ في وقت الإنذار. كما نوقش استعداد المستشفيات للتعامل مع سيناريو انقطاع الكهرباء. أيضاً، ناقش المجتمعون قضيّة الاتصالات الخلويّة، وطُلب من الوزارات التأكد من أن جميع المولّدات تعمل ومليئة بمادة السولار، بهدف التثبّت من أن الاتصالات ستستمر كالمعتاد، فيما تستعد وزارة المواصلات لإعادة إسرائيليين عالقين في الخارج، واستقبال مُخلين من الشمال في عدد من بلدات الداخل، إن كان ثمة داعٍ لذلك.
وفي إطار الاستعداد للرد أيضاً، أصدر الجيش أوامر إغلاق لعشرات المصانع التي توجد فيها مواد خطيرة وتبعد عن الحدود مع لبنان مسافة تصل حتى 40 كلم، فيما نصح رئيس بلدية صفد، يوسي كاكون، السياح بعدم القدوم إلى المدينة، على خلفية التوترات الأمنية. وقال كاكون في تصريحات نقلتها القناة السابعة إن «صفد لن تبدو مليئة بالسياح هذا العام مثل كل عام، ولا ننصح بالقدوم إلى هنا»، منوّهاً إلى أن «حالة عدم اليقين التي ترافقنا منذ عدة أشهر، وصلت إلى ذروة جديدة (بعد الاغتيالين)». وأضاف: «نحن نستعد لحدث جلل، ولدينا فجوة كبيرة في مسألة التحصين (من الصواريخ والطائرات المُسيّرة)»، موضحاً أن «الافتقار إلى التحصين في المؤسسات التعليمية أقل إثارة للقلق، لأنه من الواضح أنه عندما يبدأ حدث أمني، سيتم إرسال جميع الطلاب إلى منازلهم».

من جهتهم، طلب رؤساء عدّة بلديات في الشمال، بينها طبريا وكريات شمونة وغيرهما، في رسائل مباشرة إلى مستوطنيهم، البقاء يقظين والاستماع جيّداً إلى تعليمات الجبهة الداخلية، وتثبيت تطبيق هذه الأخيرة على هواتفهم لتصلهم التعليمات في لحظتها، إلى جانب التزوّد بعدّة الإسعافات الأولية، ومتابعة صفحات البلديات الرسمية لمعرفة كل المستجدات. أمّا بلديّة حيفا، فقد أوصت بإلغاء جميع الأنشطة، وخصوصاً تلك التي فيها تجمّعات لا توجد بجانبها أماكن محصّنة، فيما نبه رئيس البلدية، يونا ياهف في حديث لراديو «الناس» المحلي، إلى أن «الحديث يجري حول حدث معقّد، وسط احتمالات أن يتطلّب الأمر من سكان حيفا البقاء في الملاجئ مدّة أربعة أيام متواصلة». ورداً على سؤال عما إن كانت بلدية حيفا قد تلقّت أيّ تعليمات خاصة بهذا الشأن من الجبهة الداخلية، ردّ ياهف: «نعم، بالضبط، وهناك مشكلة ملاجئ وأماكن تحصين خصوصاً في الأحياء العربية في المدينة، والبيوت التي يسكنها (فلسطينيو الـ48) لكونها قديمة». وطالب السكان (في الأحياء العربية) بـ«البقاء في منازلهم، واختيار الركن الأوسط في المنزل للبقاء فيه، والابتعاد عن النوافذ، وخصوصاً (الذين لا يوجد لديهم ملاجئ) سوى جدران سميكة تحميهم»، على حد تعبيره.
وفي سياق ذي صلة، أصدرت الهيئة العربيّة للطوارئ، والمنبثقة عن «لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية»، نداءً دعت فيه السلطات المحلية إلى رفع جهوزيّتها إلى أقصى حدٍّ ممكن، وتحضير الملاجئ وتهيئة الطواقم وفرق المتطوّعين المحلّية، داعيةً فلسطينيي الداخل إلى «التزوّد بالمؤن والمياه والمواد الطبية والأدوية الضرورية والاحتياجات الأساسية، والاستعداد لأسوأ السيناريوهات الممكنة التي قد تشهد سقوطَ مئات الصواريخ وأكثر على منطقة الشمال ومدن الساحل»، في إشارة إلى المناطق التي يتركز فيها العرب.
وفي تل أبيب ومنطقة المركز، شهدت المراكز التجارية إقبالاً كثيفاً من المستوطنين على شراء الأغذية، فيما أُلغيت التظاهرات المركزية التي كانت مقررة السبت المقبل، بسبب الأوضاع الأمنية. كذلك، أعلنت عدة شركات طيران دولية بينها «لوفتهانزا»، و«فلادي دبي»، وشركات طيران أميركية، إلغاء رحلاتها الجوية من وإلى «مطار بن غوريون» بسبب التصعيد المرتقب، فيما أوضح المستشار الاستراتيجي لشركة «أركياع» الإسرائيلية للطيران، أمير عاصي، أن «غالبية هذه الإلغاءات هي نتيجة عدم موافقة طواقم الطيران العاملة على المبيت في تل أبيب خشية الاضطرار إلى المبيت والبقاء فترة طويلة (في إسرائيل) بسبب الأوضاع الأمنية». وفي السياق، هبطت صباح أمس، رحلة لشركة «لوفتهانزا» في قبرص، قبل أن تعود أدراجها إلى ألمانيا، من دون الهبوط في مطار «بن غوريون»، كما كان مخططاً.
إلى ذلك، طاولت التعليمات الإسرائيليين في الخارج؛ إذ أصدرت «هيئة الأمن القومي» بياناً طالبت فيه هؤلاء باتخاذ الحيطة والحذر خلال سفرهم، والتفكير مليّاً قبل السفر إلى دول مصنّفة بدرجة خطورة 3 أو 4، وفقاً لما يرد في قائمة الهيئة. وأفادت الأخيرة في بيانها بأن «ثمة خشية من التصعيد؛ حيث قد يرفع ذلك احتمالات القيام بعمليات ضد الإسرائيليين في دولٍ مختلفة حول العالم»، موصيةً بأنه «ينبغي الحفاظ على اليقظة، وخصوصاً في الأماكن العامة، والامتناع عن إظهار الرموز الإسرائيلية علناً، والابتعاد عن التظاهرات والاحتجاجات».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى