لبنان

أوساط مقربة من حزب الله لـ”الديار”: إما أن تنجح واشنطن في فرض وقف النار على نتنياهو أو ستتحمل نتائج التداعيات غير المنضبطة

كتبت الديار: 

بدأت واشنطن العمل على تحقيق ما يمكن وصفه «بالهبوط الآمن» للفشل الجديد المفترض لوقف الحرب على غزة. ووفقا لمصادر دبلوماسية، عاد ارسال «الرسائل» من جديد باتجاه طهران وحزب الله لعقلنة الردود المرتقبة، تحت عنوان عدم المخاطرة بانفجار كبير في فترة الفراغ في الولايات المتحدة، حيث لا قدرة جدية للادارة على السيطرة على ردود الفعل الاسرائيلية في لحظة «الجنون» الحالي على كافة الجبهات.

و «الرسائل» التي يتولى نقلها القطري من خلال زيارة وزير الخارجية محمد عبدالرحمن آل ثاني الى طهران، وكذلك العماني، والمصري، تتضمن شرحا لصعوبة المرحلة وعدم اليقين من إمكان منع التدحرج نحو الاسوأ. ولهذا فان ما تريده ادارة بايدن الان، نسق تصعيد يمكن السيطرة عليه، خصوصا على الحدود في الجنوب، باعتبارها «عود الثقاب» الذي قد يشعل فتيل الانفجار الكبير، مع ضمانة بتقييد ردود الفعل الاسرائيلية بما لا يتجاوز حدود المواجهة حاليا، والعمل على خفض اي تصعيد بسرعة كيلا يتحول الى مواجهة واسعة النطاق.

علمت «الديار» انه ليس لدى محور المقاومة اي استعداد للدخول في هذا «البازار» الكارثي على المنطقة، لان ما تريده إدارة بايدن عدم انفجار الغام الشرق الاوسط في طريق المرشحة كاميلا هاريس، من خلال استرضاء اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة عبر التسليم بمنح «اسرائيل» المزيد من الوقت لاستمرار حرب الابادة في غزة، وتبحث له عن ضمانة بعدم حصول تصعيد من قبل جبهات المساندة.

ووصفت اوساط مقربة من حزب الله الطروحات بانها وقاحة منقطعة النظير. فما تريده واشنطن عمليا تاجيل الحل الى ما بعد الانتخابات، دون وقف التطهير العرقي بحق الفلسطينيين، ثم تعود الادارة الجديدة لفرض وقائع على الارض، باعتماد «العصا» دون «الجزرة» هذه المرة، خصوصا اذا ما عاد دونالد ترامب الى البيت الابيض. وانطلاقا من هذه المعطيات، لن تحصل واشنطن على اي وعد لا تلميحا ولا مباشرة بخصوص «اليوم التالي» لفشل عملية التفاوض، فاما تنجح الان في فرض وقف النار على نتانياهو، او ستتحمل نتائج التداعيات غير المنضبطة والتي لا يمكن التكهن بعواقبها.

خصوصا ان الميدان سيكون الحاكم في تحديد المسارات، وليس اي شيء آخر، وعندما تغيب الديبلوماسية، واصوات «العقل»، تصبح الامور مفتوحة على كافة احتمالات الحسابات الخاطئة، او الاحداث المتدحرجة، وعندئذ لا ضمانة بحدود التصعيد حتى لو كانت كل الاطراف لا تريد الحرب الشاملة. وقد وصف مسؤول سياسي رفيع الموقف بالقول» ان المنطقة اليوم تشبه سفينة دون ربان، عالقة في عاصفة، وتتلاطمها الامواج، ولا احد يعرف مدى قدرتها على مقاومة الرياح العاتية، ولا احد يدرك ايضا اذا ما كانت ستتمكن من تجاوز الارتطام الكبير والغرق».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى