لبنان

الأخبار: السيد نصرالله: لا عودة لمستوطني الشمال

جاء في الأخبار: 

تعمّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس إضفاء حالة من الغموض وإبقاء العدو أسير مخاوفه وتقديراته إزاء ما يمكن أن يقدم عليه الحزب من ردّ على مجزرتي الثلاثاء، في التوقيت والأسلوب، مشدّداً على أن «الخبر ما سترون لا ما ستسمعون»، في موقف يؤكد على أن الرد سيتحقق في الوقت المناسب. نصرالله الذي أقرّ بأن العدو قام بضربة نوعية، أحبط أهداف هذه الضربة بتأكيده أولاً على أن «حرب إسناد غزة مستمرة أياً تكن التضحيات»، وثانياً على تحدي الإسرائيلي بأن يعيد سكان المستوطنات الشمالية قبل وقف النار في غزة. أما التهديدات والتحشيدات العسكرية، فشدد على أنها «فرصة يتمناها المقاومون لتحويل الشريط الحدودي إلى مستنقع وجهنم» للمحتلين.ووصف نصرالله «مجزرتي الثلاثاء والأربعاء» الماضيين بأنهما «جريمة حرب وجريمة إبادة جماعية وعدوان كبير على لبنان وشعبه وسيادته وأمنه وإعلان حرب»، و«العدو تجاوز في هذا الاعتداء كل الضوابط والقوانين والخطوط الحمراء»، مؤكداً أنّ «هذه الضربة الكبيرة والقوية لم تسقطنا ولن تسقطنا».
وشدّد على أنّ «العدوان الذي حصل كبير وغير مسبوق، وسيواجه بحسابٍ عسير وقصاصٍ عادل، من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون»، و«بالنسبة إلى الحساب العسير، فالخبر هو ما سترون لا ما ستسمعون، ونحتفظ به في أضيق دائرة». وقال: «تعرضنا لضربة كبيرة أمنياً وإنسانياً وغير مسبوقة في تاريخ لبنان بالحد الأدنى، وقد لا تكون مسبوقة في تاريخ الصراع مع العدو، وعلى مستوى العالم، وهذا كان بالنسبة إلينا امتحاناً كبيراً، وسنتمكن إن شاء الله من تجاوزه أشد صلابة وعزماً وقدرة على تجاوز كل المخاطر». وأكّد أن «بنية المقاومة لم تتزلزل ولم تهتز. وما حصل لم يمسّ لا بنيتنا ولا إرادتنا ولا نظام القيادة والسيطرة ولا حضورنا في الجبهات».
وأوضح نصرالله أنّ «العدوّ استخدم وسيلة مدنية مستخدمة لدى شرائح مختلفة من المجتمع في مستشفيات وأسواق وطرقات عامة ومنازل»، مشيراً إلى أنّه «عندما قام العدوّ بتفجير أجهزة البايجر كان يتعمّد قتل 4000 إنسان في دقيقة واحدة. وعلى مدى يومين وفي دقيقة واحدة يومي الثلاثاء والأربعاء كان العدوّ يريد أن يقتل ما لا يقل عن 5000 إنسان في دقيقتين». ولفت إلى أن أحد أهداف العدو كان «ضرب البيئة وأن يتعبها ويستنزفها ويجعلها تصرخ لتقول للمقاومة كفى». وكشف أن المقاومة «وصلت إلى نتيجة شبه قطعية بشأن ملابسات التفجيرات، ولكن ننتظر التأكد منها»، مؤكداً «أننا سنصل خلال وقت قصير إلى نتائج يقينية بشأن التفجيرات، وحينها سيُبنى على الشيء مقتضاه».

وفيما أشار إلى ما قاله نائب رئيس أركان إسرائيلي سابق عن جبهة الشمال بأنها «هزيمة تاريخية لكيان العدو»، أكّد أن «الجبهة اللبنانية هي جبهة ضاغطة وبقوة، وهي من أهم أوراق التفاوض التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية اليوم لتحقيق الأهداف ووقف العدوان، والعدو سعى إلى إيقاف الجبهة اللبنانية، وقام في سبيل ذلك بالكثير من محاولات التهويل والضغط»، مؤكداً أن «كل محاولات العدوّ فشلت، وبقيت المقاومة مصرّة على موقفها، فلجأ العدوّ إلى هذا الأسلوب الذي هو أعلى مستوى إجرامي»، كاشفاً عن «وصول رسائل عديدة لقيادة الحزب تفيد بأن هدفهم من هذه الضربة هو أن توقف المقاومة القتال في الجبهة اللبنانية وإن لم تتوقفوا فلدينا المزيد»، وتابع: «باسم الشهداء والجرحى وكل الناس الصابرين والأوفياء، نقول لنتنياهو وغالانت والعدوّ بأنّ جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف العدوان على غزّة أياً تكن التضحيات والعواقب والاحتمالات والأفق الذي تذهب إليه المنطقة». وأضاف: «قبلنا التحدي من 8 تشرين الأول، واليوم نقبله، وأقول لنتنياهو وكيان العدوّ: لن تستطيعوا أن تعيدوا سكان الشمال إلى الشمال وافعلوا ما شئتم. إذا أردتم إعادة المستوطنين فالسبيل الوحيد هو وقف العدوان على غزّة». أما في ما يتعلق بالتهديدات بالاجتياح البري وإقامة حزام أمني، فـ«نحن نتمنى أن يدخلوا إلى أرضنا اللبنانية. وما يعتبره العدوّ تهديداً، نعتبره فرصة تاريخية نتمناها»، مؤكداً للعدو أن «ما ستقدمون عليه سيزيد تهجير النازحين من الشمال وسيبعد فرصة إعادتهم، وقيادة العدوّ الحمقاء النرجسية الهوجاء ستودي بهذا الكيان إلى وادٍ سحيق».
وفيما حيّا نصرالله عوائل الشهداء والجرحى، أشاد بموقف الحكومة ووزارة الصحة والمستشفيات والمراكز الصحية ومؤسسات الرعاية الصحية والأطباء والممرضين، وبالتضامن الوطني الذي أبداه شعبنا اللبناني العزيز الذي عبّر عن مشاعر صادقة»، كما شكر كل الدول التي أبدت استعدادها للدعم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى