الأخبار: استهدافات لقرى لم تشملها الإنذارات.. اليوم الثاني من سبي بعلبك: 50 ألفاً غادروا المدينة
كتبت الأخبار:
عدّل جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، طريقة إبلاغه سكان مدينة بعلبك والجوار. بدلاً من أن يعمّم الخريطة التوضيحية على صفحاته الافتراضية، عمد هذه المرّة إلى الاتصال بهاتف مركز الدفاع المدني في المدينة، وعرّف المتصل عن نفسه بأنه «مفوّض من قبل جيش الدفاع الإسرائيلي»، مطالباً العناصر ببث نداءات إلى أهالي مدينة بعلبك وعين بورضاي ودورس وإيعات بالمغادرة فوراً. انتهى الاتصال وهرع عناصر الدفاع المدني يجوبون الشوارع بمكبّرات الصوت لدعوة من بقوا في المدينة والجوار إلى المغادرة. لكن، على عكس مشهد أول من أمس، لم تشهد الشوارع زحمة كبيرة لأن «من كان يريد الخروج خرج أول أمس مع الإنذار الأول»، يقول محافظ بعلبك ــــ الهرمل، بشير خضر. وكما حصل أول من أمس، لم ينتظر العدو كثيراً قبل أن يغير على الأماكن نفسها التي أغار عليها سابقاً، كما قصف منزلاً في بلدة مقنة متسبّباً بمجزرة ذهب ضحيتها ستة شهداء، رغم أن البلدة لم تكن ضمن الخريطة التي وضعها العدو، وهو يشبه ما فعله أول من أمس في بلدتي بدنايل وبيت صليبي. كما أدى قصف عدد من المحال التجارية على طريق الكيال ـــ بعلبك إلى استشهاد سيدة وجرح خمسة أشخاص. كما استهدف طريق بعلبك ـــ عرسال الدولية التي وصفها في الخريطة بأنها آمنة، داعياً الناس إلى سلوكها.
وفي حصيلة للمغادرين من المدينة، قدّر خضر الأعداد بحوالى 50 ألف نازحٍ توزّعوا بين بلدة عرسال ومحافظتي الشمال والبقاع، وتحديداً بلدات دير الأحمر حيث قضى الآلاف ليلتهم على الطرقات. وهو ما دفع باتحاد بلديات دير الأحمر والشرطة البلدية إلى تنفيذ جولات طوال ليل أمس على السيارات لتفقّد النازحين، مع العمل على توفير أغطية ومياه للشرب ووجبات غذائية. وحتى اللحظة، لا تزال هناك عائلات خارج مراكز الإيواء لعدم توفر أماكن فيها، وكذلك الحال بالنسبة إلى المنازل.
كل ذلك يحدث، فيما لم يسأل أحد عن مصير النازحين ولم يوصل أي مساعدات، ففي بلدة دير الأحمر، وصلت شاحنتا مساعدات أول أمس بعد ثلاثة أسابيع من الوعود، ووُزّعت على النازحين في مراكز الإيواء من دون المنازل. هذه الحال ليست محصورة بدير الأحمر، فمحافظة بعلبك ـــ الهرمل منسية في سجل المساعدات، إذ يشير خضر إلى أن ما وصل في اليومين الأخيرين، وبعد طول انتظار، «شاحنتان إلى دير الأحمر واثنتان إلى اتحاد بلديات غربي بعلبك»، مرجعاً السبب إلى الأوضاع الأمنية، إذ لا أحد يريد المخاطرة بالدخول إلى هذا القطاع. من جهة أخرى، أشار خضر إلى أنه كان منتظراً أن تصل 12 شاحنة من الأمم المتحدة قبل يومين أيضاً، إلا أنها تأجّلت بسبب الأوضاع الأمنية، وليس معلوماً متى يحين الموعد الجديد لانطلاقها.
وإذ يشير خضر إلى أن الأمور تحسّنت بعض الشيء في الفترة الأخيرة في ما يخص المساعدات، انطلاقاً من فكرة أنه لم يعد هناك صفر مساعدات. مع ذلك، لا يمكن لما يصل أن يسدّ «الحاجات الكبيرة جداً، فالناس الذين لا يزالون في بيوتهم، لم يحصلوا حتى اللحظة على أي مساعدة». ولذلك، فإن «كل ما يصل يجري توزيعه فوراً على النازحين ولا نزال بحاجة إلى الكثير، ولم نستطع حتى اللحظة أن نخزّن شيئاً لمواجهة حالات الطوارئ».