الأخبار: يوم البقاع الدامي: 60 شهيداً و5 مفقودين.. المقاومة تصعّد كمّاً ونوعاً وتضرب من القرى الأمـامية
كتبت الأخبار:
نفّذ حزب الله، أمس، سلسلة عمليات نوعية ضد أهداف عسكرية إسرائيلية، شكّلت بكمّها ونوعيتها مؤشّراً إلى مواصلة الحزب استعادة زمام المبادرة في الميدان. وبالتزامن مع ذكرى أربعين الشهيد السيد حسن نصرالله، أدخلت المقاومة في دائرة النار نحو 1000 كلم مربّع من الجولان السوري شرقاً حتى تل أبيب غرباً، ودوّت صافرات الإنذار في أكثر من 250 مستوطنة لأكثر من 10 ساعات، واستهدفت 15 مستوطنة و7 ثكنات وقواعد عسكرية، بعضها يُقصف للمرة الأولى، مع إدخال صاروخ «فاتح 110» في المواجهة للمرة الأولى أيضاً، مستهدفاً قاعدة «تسرفين» العسكرية التي تضم كليات تدريب عسكرية وتقع قرب مطار بن غوريون جنوب تل أبيب. كما استهدفت قاعدة «ستيلا ماريس» البحرية، وهي قاعدة استراتيجية للرصد والرقابة على مستوى الساحل الشمالي، شمال غرب حيفا المحتلة، وقاعدة «زوفولون» للصناعات العسكرية شمال المدينة المحتلة.
وبعد رصد قوة إسرائيلية في أحد منازل مستعمرة المطلة استهدفها المقاومون بصاروخ موجّه، ودمّروا دبابة ميركافا في المستوطنة نفسها بصاروخ موجّه، ما أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح. كما استهدفوا قاعدة راوية (مقر كتائب المدرعات التابع للواء 188 في جيش العدو) في الجولان السوري المحتل، ومقر «ناحل غير شوم» (يتبع لقيادة المنطقة الشمالية) وثكنة «يؤاف» ومعسكر «كيلع» في الجولان، إضافة إلى استهداف مدينة صفد المحتلة بصليةٍ صاروخية، وكذلك تجمعات لقوات العدو في موقع المرج والأطراف الشرقية لبلدة مارون الرأس ومستوطنة أفيفيم وتحرك لقوات العدو بين كفركلا ومستوطنة المطلة.
ومعلوم أن الاستهداف بالصواريخ الموجّهة يحتاج إلى مشاهدة مباشرة ورصد من داخل القرى الأمامية، ما يؤكد فشل العدوان، بعد 37 يوماً على الغزو البري، في منع الوجود المباشر للمقاومين في هذه القرى التي يحاول العدو منذ أكثر من شهر إفراغها من المقاومين.
إلى ذلك، كثّف العدو الإسرائيلي اعتداءاته على مختلف المناطق. فشنّ غارات نهاراً وليلاً على مبانٍ سكنية في مناطق متفرقة من الضاحية الجنوبية لبيروت.
وفي الجنوب، شنّ الطيران الحربي المعادي غارات على مدينة النبطية وبلدات الصرفند وشقرا ويحمر الشقيف وأرنون وجويا وكفررمان والمنطقة الواقعة بين بلدتي ميفدون وزوطر ومحرونة.
وفي البقاع، خصوصاً الشمالي، كانت «غلّة الشهادة» 59 شهيداً و5 مفقودين. فبعد صباحٍ مغمّس بدماء 7 شهداء في بلدة العين (البقاع الشمالي)، أمضت بلدات وقرى بعلبك – الهرمل نهارها على وقع عشرات المجازر التي ارتكبها العدو الإسرائيلي، وتوزّعت «الأهداف» ما بين البقاع الشمالي وصولاً إلى الأوسط والشرقي. ولم تغب طائرات العدو عن سماء المنطقة، وشنّت ما يفوق 35 غارة أدّت إلى تدمير بيوت المدنيين وساقت في طريقها عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين. ولم يستبق جيش العدو اجتياحه الجوي للبقاع بدعوات للإخلاء، إذ باغت معظم قراه ومناطقه، ما أدى إلى استشهاد كثيرين ممن صمدوا في بيوتهم. وبدا ذلك لافتاً باستهداف أحد أحياء مدينة بعلبك قرب مدرسة الإرشاد في حي الشيقان، وهو حي مكتظ بسكانه وبمن نزحوا إليه باعتباره آمناً. وفي التفاصيل، استهدفت الطائرات مبنيين متجاورين، ما أدى إلى سقوط ثمانية شهداء من آل إسبر وآل وهبي وعشرات الجرحى، من بينهم طفل لا يتجاوز عمره الخمس سنوات، قذفه عصف الانفجار 50 متراً بعيداً عن منزله، ووُجد مرمياً في ساحة ناصر.
وعصراً، شنّ العدو سلسلة غارات واسعة التي امتدت من بوداي إلى الهرمل وطاريا ورياق والحفير وأنصار وكفردان والناصرية والبزالية وغيرها. فشنّ العدو غارتين على بلدة بوداي ومزرعة الضليل، قبل أن يلحقهما بثلاث غارات في بلدة طاريا أدت إلى استشهاد 7 مواطنين وسقوط جريحين. وفي بعلبك، استهدف العدو أيضاً حي العسيرة وتلال رأس العين مستهدفاً منزلاً بالقرب من مدرسة الإرشاد القديمة، وكذلك حي الشيخ حبيب (3 شهداء و4 جرحى) وحي الشيقان (9 شهداء و14 جريحاً و5 مفقودين)، ثم كلّل «أهدافه» باستهداف المنشية في الموقف التابع لقلعة بعلبك (3 شهداء و4 جرحى)، وهي المنطقة الفاصلة بين أوتيل بالميرا ومقام السيدة خولة. وأدّت الغارات إلى سقوط عدد من الشهداء. وفيما تعرّضت الهرمل لأربع غارات بفارق قصير بين الغارة والأخرى أدّت إلى استشهاد 4 أشخاص وجرح 10، استهدفت الغارات أيضاً بلدات الأنصار (5 جرحى) وسهل تمنين التحتا (شهيدان وجريحان) ووادي المشمشة (5 شهداء و3 جرحى)، وقرحا (شهيد وجريحان). ومع حلول الليل، تكثفت الغارات واستهدفت بلدات كفردان (جريح) ويونين والبزالية (شهيد) والخضر وسرعين والناصرية (7 شهداء و5 جرحى) والحفير (شهيد وجريح) وعمشكي (شهيد وجريحان).
والشهداء الـ 59 حصيلة غير نهائية مع استمرار عمل فرق الإنقاذ في حي الشيقان والناصرية في بعلبك لاستكمال انتشال الشهداء والجرحى والبحث عن مفقودين.