شيخ العقل: نحتاج مقاومة وطنية جامعة مظلتها الدولة تصون المؤسسات ومرتكزات وطن التنوع
رأى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى ان الوطن يحتاج اليوم الى مقاومة سياسية ووطنية جامعة مظلتها الدولة وأهدافها تعزيز عناصر قوة لبنان ومرتكزات وجوده ومميزات حضارته، على مستوى التنوع والعيش المشترك والتفاهم الداخلي حيال القضايا الشائكة، التي لا تزال مستعصية على الحل. مقاومة تؤول لتعزيز دور المؤسسات، وخاصة الأمنية منها وفي مقدمتها العسكرية، لتمكين الجيش اللبناني من بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية وخاصة في الجنوب”.
واعتبر ابي المنى في خلال لقائه بوفد مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية، ان “التضامن الداخلي والوطني المطلوب أكثر من أي وقت مضى، انما يعطي قوة دفع للدولة في مفاوضاتها الجارية مع الدبلوماسية الدولية، من اجل التوصل الى اتفاق، يرمي الى وقف فوري للحرب، استنادا الى القرار الاممي 1701 ووجوب تطبيقه كاملا”.
وقال: “الدروز لم يكن لديهم طموحات ومشاريع خاصة، وهذا ما نرجوه لكل الطوائف، التي نعهد ايمانها بالوطن وتمسكها بترابه وحماية الدولة التي تحترم حقوق جميع أبنائها. اما موضوع القمة الروحية التي انعقدت أخيرا في بكركي، فقد سادتها أجواء إيجابية جدا من التوافق على المواضيع التي وردت في البيان الختامي، والذي سيكون موضع سعي ومتابعة من قبل لجنة منبثقة عنها، لترجمة تلك التوصيات ونشر الروح الايجابية”.
ونوّه ابي المنى بجهود الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وجميع المسؤولين المخلصين، “الذين يبذلون جهدا داخليا وخارجيا، لمعالجة القضايا المطروحة، ولسنا لنحملّهم المسؤوليات في أي تقصير يحصل او قد يحصل، بقدر دعمنا تلك الجهود، من اجل التوصل الى حلول إيجابية للقضايا الشائكة داخليا، والاتفاق على حل لانهاء الفراغ الرئاسي بعد دخوله العام الثالث، لما لرئاسة الجمهورية من أهمية في اكتمال عقد المؤسسات، وقيام حكومة جامعة ومقتدرة، بما ينعكس إيجابا على المسار الوطني والمؤسساتي العام ويعيد الثقة بالوطن، رغم المرحلة الصعبة جدا وتحدياتها، ازاء الحرب الدائرة ومخططات إسرائيلية غير المعروفة”.
وقال: “لعل الدور المطلوب من الجيش اللبناني في المرحلة الراهنة وما يليها كبير جدا، وهذا يتطلب الالتفاف حول المؤسسة العسكرية وتقديم الدعم المطلوب لها، لتمكينها مستقبلا من بسط سلطة الدولة على كامل التراب اللبناني في الجنوب، مع قوات الأمم المتحدة “اليونيفيل””.
وأضاف: “مضى يقول ردا على أسئلة الوفد: “اننا ندعم جهود الدولة، ونستبشر خيرا من الجهود الدولية ايضا، للتوصل الى وقف فوري لإطلاق النار، استنادا الى تطبيق القرارات الدولية ذات الشأن وبما يحفظ الكرامة للجميع”.
وتابع: “سنبقى نشدد على أهمية التضامن الوطني، الذي تجلّى من خلال استضافة النازحين في الجبل وللأستاذ وليد جنبلاط الفضل الكبير، من خلال النداء الإنساني والوطني الذي وجهه بهذا الخصوص. لكن على الدولة البحث عن مآل الموضوع بعد الحرب، بوجود الدمار الحاصل لقرى وبلدات ممسوحة بصورة شبه كاملة، وتقديم الدعم المطلوب للنازحين والعائلات المستورة”.
ودعا ابي المنى “للتمسك بالأرض وعدم البيع، وكي لا نساعد بذلك العدو فيما يطمح اليه من تغيير ديموغرافي، وطبعا حذّرنا وننبّه أبنائنا دائما لعدم الوقوع في إشكالات مع النازحين وحتى بين النازحين أنفسهم كما جرى في أكثر من مكان، ليبقى الهم الأساسي منصبّاً على توفير الاستقرار للمهجرين وطمأنتهم، كما ونشجّع على إقامة أنشطة جامعة لهم، وعدم تحويل تداعيات الحرب الى قلق داخلي معهم. المطلوب الوعي لدقة وخطورة المرحلة، وعلى الدولة التحضير للخطط اللازمة لعودتهم بعد الحرب، معززين ومكرّمين أيضا”.