المفتي قبلان وصف الرئيس بري بـ”المقاوم السياسي التاريخي”: للشيخ نعيم قاسم أقول: أنت الأمين على الأمانة والحمل ثقيل
وجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، رسالة الجمعة من مكتبه في دار الإفتاء الجعفري وهذا نصها: “قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لاوْلِي الأَبْصَارِ). حين تكون الحرب لله وفي سبيل بلاده وخلقه، تهون التضحية وتعظم العطية، ويندفع القلب لملاقاة مولاه العظيم.
والقضية هنا فريضة عظمى من أكبر فرائض الله التي أحرزها لنفسه ووظفها من أجل مصالح خلقه. والمعادلة أولياء الله وأعداء الله، ولا عدو لله أكبر من أميركا وإسرائيل ومن يشاركهما هذا الطغيان والجبروت، ولا أولياء لله أعظم ممن ينال من أكبر الفراعنة في الأرض، وأعني بذلك تل أبيب وحلفاؤها.
والشاهد هنا ملحمة القتال التاريخي، الذي قاده أحبة الله ورجاله في أرض الجنوب ونواحي هذا البلد العزيز من البقاع والضاحية وكل جبهات المواجهة التي انكشفت عن أكبر ميادين الصمود والثبات والإبادة لأخطر ترسانة إسرائيلية، وفخر الجبهات هنا الجنوب والضاحية والبقاع وبيروت وكل موطن مواجهة وثبات وصمود في هذا البلد العزيز”.
وتوجه المفتي قبلان الى شعب لبنان والشعوب العربية والإسلامية :” لأول مرة في تاريخ الشرق الأوسط والعالم تدفع واشنطن بأكبر ترسانة لم تكشف عنها بل لم تستعملها من قبل للانتهاء من مقاومة غزة ولبنان، فضلا عن قلب الواقع السياسي للبلد. وكانت عين واشنطن وتل أبيب على اجتثاث المقاومة من جذورها بشراكة غربية إقليمية متعددة الأدوار، وأساليب الدعم والأنماط، وكان الجيش الإسرائيلي بكل ترسانته الأطلسية غير المسبوقة الواجهة الأساسية، وبشراكة علنية من واشنطن وبريطانيا وألمانيا وغيرهم”.
أضاف :”ورغم الجهود الأطلسية غير المسبوقة، ورغم شهادة قادة المقاومة الأبرار، ورغم خروج ما يقرب من خمسة آلاف مقاوم إثر تفجير البيجر واللاسلكي، ورغم الشبكات الجاسوسية التي أغرقت لبنان، ورغم الطعن من هنا وهناك، ورغم إغلاق المجال الإقليمي والدولي في وجه المقاومة، ورغم كم ونوع الترسانة التي لم يشهد العالم لها مثيل من قبل لم تستطع إسرائيل التثبيت ولو بقرية واحدة من القرى الحدودية، بل رغم حشد فرق عسكرية إسرائيلية تراكمية من كل الاختصاصات والترسانة في كل من عيتا الشعب والخيام لم يستطع الجيش الإسرائيلي احتلال الخيام أو عيتا الشعب، لينكشف معها الجيش الإسرائيلي عن أكبر فشل ذريع، وهذا عين النصر، بل أكبر النصر رغم مرارة الثمن”.
وتابع :”واليوم أعضاء حزب الليكود قالوا لنتنياهو: لا يمكنك الحديث عن نصر أو نصف نصر فيما ترسانة كترسانة إسرائيل غير المسبوقة لم تستطع احتلال بلد مثل الخيام.أما “لابيد” فقد قال لنتنياهو: عن أي نصر تتحدث، وإسرائيل ترفع الرايات البيض في تل أبيب، فيما الشعب اللبناني يرفع رايات المقاومة في بيروت وغيرها!
وللقوى السياسية أقول: ما قدمته المقاومة في هذه الحرب صمود أسطوري وقتال غير مسبوق ومعركة نصر لا تفسير لها إلا مدد الله تعالى. ومع دخوله الحرب بكل هذه الترسانة أصر نتنياهو على تغيير الشرق الأوسط، ومع هزيمة ترسانته الكبرى طلب من جيشه احتلال الخيام فقط، ليعلن نهاية الحرب والانتصار. ومع هزيمة الجيش الإسرائيلي في بلدة الخيام التي أطلقت عليها الصحافة الإسرائيلية اسم “ستالينغراد” طلب نتنياهو من واشنطن الشروع باتفاق وقف إطلاق النار. وقد وقع الإسرائيلي على وقف إطلاق النار وفقا لمرجعية القرار 1701 دون حرف زائد والله تعالى يقول من وراء ذلك (وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لاوْلِي الأَبْصَارِ).
وأول شكر لله، ولآل محمد(ص) وللإمام القائم المهدي(عج)، والشكر لقرابين الله الأكارم، سماحة السيد حسن والسيد هاشم وبقية إخوانهم الأبرار.
وختم المفتي قبلان : “وللأخ العزيز سماحة الشيخ نعيم قاسم أقول: أنت الأمين على الأمانة، والحمل ثقيل، ويد الله معك… وللأخ العزيز دولة الرئيس نبيه بري: شكرا لشهامتك ومواقفك التاريخية وأنت القامة التاريخية النادرة، وأنت المقاوم السياسي التاريخي، شكرا للمعركة الديبلوماسية التي خضتها والتي لا تقل أهمية عن ملاحم الأرض وانتصاراتهم، وشكرا لحركة “أمل” وتضحياتها الطويلة وشرفها المشهور، شكرا للمجاهدين والجرحى والشهداء وعائلاتهم العظيمة، شكرا لبيئة المقاومة السخية، سخاء التاريخ، وللشارع المسيحي والمسلم ولطريق الجديدة وبيروت وجبل الموحدين الدروز وطرابلس وعكار وجبل لبنان، وشكرا للأستاذ وليد جنبلاط الذي سيج السلم الأهلي بأهم موقف مصيري، وشكرا للنازحين المقاومين”.