عربي و دولي

بعد الهجوم الدموي… تهمٌ قاسية لمنفذ عملية الدهس في إلمانيا

أعلنت الشرطة الألمانية في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد أن السلطات وجهت تهمًا بالقتل في خمس حالات والشروع في القتل في العديد من الحالات، والتسبب في إصابات بدنية خطيرة لمنفذ عملية الدهس في ماغدبورغ شرقي إلمانيا، الهجوم الذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة أكثر من 200 آخرين، بينهم طفل في التاسعة من عمره.

المشتبه به في الهجوم هو طالب العبد المحسن، طبيب سعودي يبلغ من العمر 50 عامًا، والذي قام مساء يوم الجمعة الماضي بالاندفاع بسيارته وسط حشد من الزوار في سوق عيد الميلاد بماغدبورغ.

ووفقًا للشرطة الألمانية، من بين القتلى طفل في التاسعة من عمره، في حين أصيب العديد من الآخرين بجروح متفاوتة الخطورة، منهم أطفال وكبار سن، وقال المحققون إن المشتبه به تصرف بمفرده، ولا توجد حاليًا أي دلائل على وجود شريك آخر في الجريمة.

وقد مثل العبد المحسن أمام قاضي التحقيقات مساء أمس السبت، حيث تقرر وضعه في السجن على ذمة التحقيق.

المشتبه به معروف بآرائه المتطرفة وانتقاداته الحادة للمجتمع الإسلامي، حيث كان قد أطلق في وقت سابق تصريحات شديدة اللهجة على منصات التواصل الاجتماعي، موجهًا اتهامات للسلطات الألمانية بأنها “لا تبذل ما يكفي من الجهد لمكافحة الإسلاموية”.

وبحسب تقارير صحفية، فإن العبد المحسن كان يروج لوجهات نظر متطرفة ضد الإسلام وكان معروفًا بتوجهاته السياسية المتشددة،كما أن السلطات الألمانية كانت قد تلقت تحذيرات بشأنه، حيث أكدت المصادر السعودية أن الرياض أرسلت تحذيرات متكررة إلى برلين حول هذا الشخص بعد نشره منشورات متطرفة على منصة “إكس” (تويتر سابقًا).

طبقًا لمصادر رسمية سعودية، فقد أرسلت السلطات السعودية ثلاث تحذيرات إلى الحكومة الألمانية حول العبد المحسن، ومع ذلك، أشارت التقارير إلى أن الحكومة الألمانية لم تتخذ أي إجراءات فعّالة بناءً على هذه التحذيرات، هذا التأخير في الرد يعزز من الشكوك حول إمكانية تفادي الهجوم، مما يثير التساؤلات حول مدى استعداد الأجهزة الأمنية الألمانية لمواجهة مثل هذه التهديدات.

تعد هذه الحادثة تكرارًا لهجوم مشابه كان قد استهدف سوق عيد الميلاد في برلين عام 2016، حيث أدى هجوم بشاحنة إلى مقتل 12 شخصًا، الهجوم الأخير في ماغدبورغ يأتي في وقت حساس، حيث تشهد ألمانيا حملات انتخابية، مما دفع الحكومة الألمانية إلى رفع حالة التأهب الأمني في جميع أنحاء البلاد، استعدادًا لاحتمال وقوع هجمات أخرى، في ظل استمرار التهديدات الأمنية.

بعد الحادث، بدأ المحققون بمراجعة كيفية تعامل السلطات الألمانية مع تحذيرات السعودية، والتي سبق أن أُشير إليها في العديد من التقارير الإعلامية. التحقيقات ستشمل تحديد إذا ما كانت هناك ثغرات في نظام المراقبة الأمني أو فشل في التفاعل مع التحذيرات بشأن الأفراد الذين قد يشكلون تهديدًا.

وفي إطار التحقيقات الجارية، يتوقع أن تعيد السلطات الألمانية النظر في إجراءات الأمن في الأسواق الاحتفالية والفعاليات الكبرى الأخرى، بما في ذلك تعزيز التدابير الوقائية على الأرض وفي الفضاء الإلكتروني لمكافحة أي محاولات أخرى قد تؤدي إلى وقوع هجمات مشابهة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى