عاصفة استقالات في “إسرائيل”: وصمة 7 أكتوبر تلاحق الجيش
جاء في الأخبار:
أعلن رئيس أركان جيش العدو، هرتسي هاليفي، أمس، استقالته من منصبه في قيادة الجيش، على أن تدخل الاستقالة حيّز التنفيذ في 6 آذار المقبل. وافتتحت استقالة هاليفي مساراً من الاستقالات في قيادة الجيش، على خلفية الفشل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، خلال عملية «طوفان الأقصى»، وما تبعها من الحرب وما انتهت إليه هذه الأخيرة. وبحسب «القناة 14»، فإن «عدداً من ضباط الجيش يتحمّلون المسؤولية الفعلية، ويقدّمون استقالاتهم، بمن فيهم ضبّاط برتبة لواء مثل رئيس قسم العمليات، فيما من المتوقّع أيضاً حدوث تغييرات دراماتيكية قريباً في جهاز الشاباك»، علماً أنه بعد وقت قصير من إعلان هاليفي، أعلن قائد القيادة الجنوبية في جيش الاحتلال، يارون فنكلمان، استقالته أيضاً. وقال هاليفي في رسالة استقالته التي بعث بها إلى وزير الحرب يسرائيل كاتس: «لقد فشل الجيش الإسرائيلي تحت قيادتي في أداء مهمّاته المتمثّلة في حماية مواطني إسرائيل. ولا تزال مسؤوليتي عن هذا الفشل الذريع ترافقني كل يوم، وكل ساعة، وستظلّ كذلك طوال حياتي». وتعهّد هاليفي بأن يستكمل في الوقت المتبقّي من قيادته التحقيقات في أسباب فشل الجيش، و»سأعزّز جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهة التحديات الأمنية. وسأنقل قيادة الجيش بشكل نوعي ومعمّق إلى خليفتي».
واستعرض هاليفي «إنجازات» الجيش تحت قيادته، منذ «طوفان الأقصى»، حيث «ألحق أضراراً جسيمة بالذراع العسكرية لحماس وخلق الظروف لإعادة المختطفين، وألحق أضراراً غير مسبوقة بحزب الله وأضعف إيران ونشاطها الإقليمي بشكل كبير. وهو يحمي سكّان هضبة الجولان من داخل المنطقة العازلة في سوريا، ونجح في تدمير معظم قدرات الجيش السوري. وفي منطقة يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، يعمل في كل يوم وكل ليلة في مهام مكافحة الإرهاب بفعالية كبيرة». بدوره، قال فنكلمان في رسالة استقالته: «فشلت في 7 أكتوبر في حماية النقب الغربي»، مضيفاً أن «الفشل محفور في حياتي إلى الأبد».
وكشفت «القناة 12» العبرية، من جهتها، عن «المحادثة الصعبة بين وزير الجيش ورئيس الأركان»، عندما التقيا قبل بضعة أسابيع، وحثّ الأول الأخير على استكمال التحقيقات خلال وقت قريب، «من أجل إعطاء الجمهور لمحة عن الفشل العملياتي الذي حدث». وقال كاتس لهاليفي إن «المسؤولية ليست كلمة عامّة. تمّ حرق الأطفال، واغتصاب النساء، وتشويه أجسادهن، وقتل الناس. أنت رأس هذا النظام». فردّ رئيس الأركان بالقول: «هل تظنّ أنّي لا أحمل هذا معي كل يوم، وخاصة المدنيين الذين قتلوا واختُطفوا؟». فعاد الوزير وقال: «في النهاية حدث شيء هنا، وكلمة المسؤولية لها معنى. هناك عائلات تستحقّ توضيحات، وهناك الجمهور، وهناك دروس يمكن تعلّمها أيضاً في ما يتعلق بالجيش والتعيينات».
وأثارت استقالة هاليفي ردود فعل مختلفة، حيث قال مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إن الأخير «تحدّث مع هاليفي، وشكره على خدمته، واتفقا على اللقاء في الأيام المقبلة». ومن جانبه، قال وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، إن «الفترة المقبلة ستشهد استبدال القيادة العسكرية العليا تمهيداً لاستئناف الحرب»، وهو مطلبه الذي يهدّد في حال عدم تلبيته، بالاستقالة من الحكومة. أما وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، فأكد أن «استقالة رئيس الأركان كانت متوقّعة بغضّ النظر عن مسار الحرب»، في إشارة منه إلى أن الاستقالة لم تكن اعتراضاً على اتفاق وقف إطلاق النار، والذي يرفضه بن غفير ويراه مخزياً ومذلّاً. من جانبه، قال رئيس حزب «معسكر الدولة»، بيني غانتس، إن «رئيس الأركان مسؤول عسكرياً عن كارثة 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وهو أيضاً مسؤول عن التعافي الكبير للجيش الإسرائيلي»، في حين رأى زعيم المعارضة، يائير لابيد، أن على «رئيس الوزراء وحكومته الكارثية بأكملها أن يتحمّلا المسؤولية ويستقيلا». ودعا لابيد إلى «تشكيل لجنة تحقيق رسمية والتوجه نحو انتخابات لتشكيل حكومة تستعيد ثقة الجمهور». وتبعه في دعوته تلك، زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان.