حصيلة الحرب في القطاع الصحي: تدمير وقتل ممنهجان!
كتبت رجانا حمية في الأخبار:
بين الثامن من تشرين الأول 2023 ووقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني الماضي، كان سجلّ الاعتداءات الصهيونية على القطاع الصحي حافلاً، حتى في فترة «الهدنة»، إذ سجّل آخر اعتداء في آخر يوم من مهلة الـ60 يوماً، إمعاناً من العدو في تدمير هذا القطاع. وللدلالة على هذا القرار المُتخذ عن سابق تصميم وتصوّر، يكفي الاطّلاع على أرقام الإصدارات الثلاثة لوزارة الصحة حول العدوان على القطاع الصحي، إذ ارتفع عدد الاعتداءات على المستشفيات بين أول تقرير في السابع من تشرين الأول الماضي، وآخر تقرير صدر قبل أربعة أيام، من تسعة اعتداءات على تسعة مستشفيات إلى 68 اعتداءً طاولت 38 مستشفى، منها 11 خاصّاً. وزاد عدد الاعتداءات على مراكز الرعاية الصحية من 25 إلى 63، فيما كانت الحصة الكبرى من الاعتداءات من نصيب مراكز الجمعيات الإسعافية والمسعفين.
لم يسلم أيّ فرع من القطاع من الهمجية الصهيونية، وفي مقدّمها المستشفيات التي قصفها العدو مباشرة أو استهدف محيطها. وشملت الاعتداءات 38 مستشفى، العدد الأكبر منها في الجنوب (16 مستشفى) ومن ثم البقاع (13) وجبل لبنان (9). وبلغ عدد الاعتداءات على مستشفيات الجنوب 37، منها 25 طاولت 11 مستشفى حكومياً. وكانت حصة مستشفى تبنين الحكومي وحده 13 اعتداء. ولا يزال اثنان من المرافق الصحية مقفليْن قسراً، هما مستشفى ميس الجبل الحكومي ومستشفى بنت جبيل الحكومي. وإن كان العمل قد عاد في كل المستشفيات، إلا أنه لم يعد في كل الأقسام، بسبب تعرّض البعض منها للضرر.
أما الحرب الممنهجة، فقد استهدفت مراكز الرعاية الصحية الأولية ومراكز الجمعيات الإسعافية، وكانت السمة الغالبة هي التدمير، الكلي أو الجزئي. فقد استُهدفت مراكز الرعاية الصحية بـ63 اعتداء، دُمّرت عشرة مراكز بشكل كلي و50 مركزاً بشكل جزئي. فيما الحصة الكبرى من القتل، نالها المسعفون مع استشهاد 201 منهم وجرح 253 لن يكونوا آخر الأرقام في العدّاد مع استمرار العدو باستهدافهم. وكانت فرق جمعية الرسالة الإسلامية والهيئة الصحية الإسلامية الأكثر تعرّضاً للاعتداءات (210 اعتداءات من أصل 237).
ولن تكون هذه الاستهدافات آخر المطاف، إذ يستمر العدو في حربه على القطاع عبر الحد من حركة المسعفين وصولاً إلى منعهم من تأدية واجباتهم، وكذلك حال المستشفيات التي لا يزال بعضها معطّلاً عن العمل سواء أكان كلياً أم جزئياً بسبب تدمير الاحتلال لبعض الأقسام فيها.