الرئيس عون عرض مع الرئيس سلام في قصر بعبدا آخر تطورات التشكيلة الحكومية
عرض رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مع رئيس الحكومة المكلف نواف سلام الذي استقبله عند السادسة مساء اليوم في قصر بعبدا، نتائج آخر المشاورات والاتصالات التي يجريها لتذليل العقبات التي تعترض تأليف الحكومة العتيدة.
تصريح الرئيس سلام
وبعد اللقاء، ادلى الرئيس سلام بالتصريح التالي:
“لدي بعض الأمور التي اريد ان اصارح بها اللبنانيات واللبنانيين، وهي تتعلق بتشكيل الحكومة، وتشغل بالهم، بل تجعل البعض يشكك بالمعايير التي وضعتها، وبالاسلوب الذي اتبعته، او حتى الحكم مسبقاً على الحكومة المقبلة. اول ما يهمني ان أقوله لكم هو انني اسمعكم جيداً، طموحاتكم وتطلعاتكم هي بوصلتي، وأود ان اطمئنكم الى انني اعمل على تأليف حكومة تكون على درجة عالية من الانسجام بين أعضائها، ومتلزمة بمبدأ التضامن الوزاري، وهذا الامر ينسحب على كل الوزراء من دون استثناء، وأكرر من دون استثناء.
بكلام أوضح، اعمل على تأليف حكومة اصلاح تضم كفاءات عالية، ولن اسمح ان تحمل في داخلها إمكانية تعطيل عملها بأي شكل من الاشكال (كرر الجملة مرتين). ومن اجل هذه الغاية، وكما قلت سابقاً، عملت بتأنٍ وصبر. ففي عملية التأليف التي يعتبر البعض انها طالت، اواجه عادات موروثة، وحسابات ضيقة، يصعب على البعض ان يتخلى عنها او ان يتقبل اسلوباً جديداً في مواجهتها، لكنني مصرّ على التصدي لها وعلى الالتزام بالدستور وبالمعايير التي سبق واعلنتها. طبعاً هناك من قال ويقول ان الدستور لا يفرض المعايير التي وضعتها، كمثل استبعاد المرشحين الى الانتخابات من الدخول الى الحكومة، او عدم توزير حزبيين. هذا صحيح، ولكن ليس في الدستور ما يمنع ذلك، فهذا اختياري لهذه المرحلة لانه ضمان إضافي لاستقلالية عمل الحكومة ولنزاهة الانتخابات المقبلة وحياديتها. ”
وأضاف: “اما موضوع الحزبيين، فأنا ادرك تماما اهمية دور الاحزاب في الحياة السياسية، بل انني من المؤمنين انه بلا احزاب لا تستقيم الحياة السياسية في اي بلد، لكنني في هذه المرحلة الدقيقة من حياتنا الوطنية، اخترت تغليب فعالية العمل الحكومي على مخاطر التجاذبات الحزبية داخل الحكومة، وذلك للتصدي للمهمات الجسيمة التي تنتظرنا. فما نحن امامه، هو عملياً ارساء قواعد الاصلاح لاعادة بناء لبنان بما يليق بأبنائه، بما يليق بكم ايها اللبنانيات واللبنانيون، انتم الذين منحتموني ثقتكم. اما المعايير الأخرى التي تحدث عنها البعض، فلا علاقة لي بها من قريب او بعيد، فمنهم من قال بحصّة وزارية لكل أربعة او خمسة نواب، هذه معايير وضعوها هم ولا يمكن محاسبتي عليها، فمعاييري انا هي التي سبق واعلنتها امامكم منذ أسبوع. وأعيد ان خياراتي هذه هي تعبير عن وفائي للثقة التي اوصلتني الى المسؤولية الملقاة على عاتقي، ولن افرط بها.”
وختم: “اعرف انني اواجه حملات عديدة ظاهرها حق، ولكن مقصدها في احسن الأحوال مجحف. ولكنني أؤكد انه رغم كل ما قيل ويقال، فإنني مستعد لان ادفع من رصيدي الشخصي اليوم وغداً وبعد غد ومهما اقتضى الامر، من اجل ان نصل معاً الى حكومة تضع لبنان على طريق الاصلاح واعادة بناء الدولة. هذا هو همي الأول والأخير، وليس حماية نفسي من جرح او تجريح من هنا وهناك. رهاني هو رهانكم أيها اللبنانيات واللبنانيون، على إعادة بناء الدولة، فالانقاذ كما الإصلاح لا يحصل بـ”كبسة زر”، ولكن لا مجال الا ان نثق بأنفسنا وبالفرصة المتاحة امامنا ونمضي قدماً، ولن نضيّع هذه الفرصة”.