التحضيرات بدأت لانتخابات النقابة بعد 9 أشهر.. الأحزاب تُمسك بمفاصل “المحامين” باكراً!

كتبت لينا فخر الدين في الأخبار:
زحمة المرشّحين وبدء التحضيرات يوحيان بأن استحقاق نقابة المحامين صار «على الأبواب»، فيما يفترض أن ينتخب المحامون 8 أعضاء على الأقل (إذا ما استقال أي عضو للمشاركة في الانتخابات)، من بينهم نقيب جديد، في تشرين الثاني المقبل، أي بعد 9 أشهر. علماً أن عدداً من المحامين يُطالبون بانتخابات لملء الشغور في 4 مراكز بعدما انتهت في تشرين الأوّل الماضي ولاية 4 أعضاء (وجيه مسعد ومايا شهاب واسكندر الياس وناضر كسبار)، ومدّد مجلس النقابة عضويتهم لسنة بسبب الحرب، مستنداً إلى عدم تطرّق المجلس الدّستوري إلى تعليق المهل المتعلّقة بالنقابات.
وعليه، بدأت التحضيرات بعدما تقدّم عدد من المحامين بترشّحهم وسدّدوا الرسوم المتوجبة وآخرون أعلنوا رغبتهم من دون أن يترشّحوا بشكل رسمي. وأبرز المرشحين لمنصب النقيب، هما عماد مارتينوس والياس بازرلي، بينما يتحدّث البعض عن نيّة غير محسومة لالياس اسكندر وبيار حنا. أما المرشحون للعضوية فأبرزهم: جورج يزبك (أمين الصندوق في النقابة حالياً) ومروان جبر ورامي عيتاني ووسام عيد وهادي فرنسيس، ورولان غصن، ومايا شهاب، وإيلي حشّاش، وتوفيق النويري…
وتبدو هذه الأسماء مطابقة تقريباً لتلك التي خاضت المعركة الأخيرة قبل عامين، فيما يُستبعد أن يخوض عضو مجلس النقابة عبدو لحود المعركة مجدداً بعدما خسر أمام النقيب الحالي، فادي المصري، بفارق 23 صوتاً. أما المرشح السابق الكسندر نجّار (ترشّح كمستقل في الدورة الماضية ونال نحو 1600 صوت) فيتردّد أنّه لم يحسم بعد أمره بالترشّح إلى منصب النقيب.
الأحزاب تدرس خياراتها
صحيح أن الصّورة لا تزال ضبابيّة، إلا أنّ الأحاديث الانتخابيّة – كما الترشيحات – تُثبت من جديد تكريس دعائم الأحزاب داخل النقابة، والتي عادت لتُمسك بكل مفاصلها، ما أدّى إلى استياء لدى عددٍ من المحامين القدامى من غياب «الأسماء الكبيرة» من أصحاب مكاتب محاماة معروفين ونقباء سابقين، ليتحكّم الحزبيون بالنقابة رغم قلّة خبرة كثيرين منهم.
وبدأت الأحزاب تفعيل لقاءاتها مع المرشحين أو الراغبين في الترشّح لحسم خياراتها. وبينما يؤكّد المحامون المحسوبون على حزب القوات اللبنانية أن قيادتهم لم تحسم شيئاً بعد، نفوا أن يكون قد تم التّداول في إمكانيّة دعم مارتينوس لمركز النقيب، رغم أن للأخير حيثيّته داخل النقابة وعلاقاته المتعدّدة، مرجّحين السيْر بإيلي حشّاش للعضويّة على أن يتم تدارس اسم المرشح لمركز النقيب في المرحلة المقبلة. ويتردّد عن إمكان أن يقدّم المحامي بيار حنّا استقالته من «القوات» بعد رفض دعم ترشّحه لمركز النقيب، لأنّ «معراب كفّت ووفّت» بدعمه سابقاً.
في المقابل، يبدو حزب الكتائب الذي نجح في «قطف» الفوز قبل عامين، الأقرب إلى حسم مرشّحه لمركز النقيب باكراً، ويؤكّد بعض المحسوبين عليه أنّهم لن يخوضوا هذا الاستحقاق بمرشّح حزبي بل يفضّلون اسماً مستقلاً، ويتم التداول بدعم بازرلي «رداً للجميل»، بعد اصطفاف الأخير خلف المصري ودعمه في الانتخابات السابقة والوقوف في صفّه في مجلس النقابة. ولم يحسم الكتائبيون ما إذا كانوا سيكتفون بمعركة النقيب أم سيخوضون معركة في العضوية بدعم رولان غصن، على أن يُعلن ذلك رسمياً خلال الأيّام المقبلة.
ورغم الدّعم الذي يحظى به بازرلي من عدد من الكتائبيين، إلا أنّ تململاً عند قلّة من قواعد «حزب آل الجميّل»، إذ إنّ بعضهم غير متحمّس له لأنّه «غير محسوب على الكتائب وهناك مرشّحون مقربون من الأوْلى تبنيهم كجورج اسطفان». كما أن بازرلي لا ينتمي أيضاً إلى ما يُعرف بـ«14 آذار»، بل يعدّ «أحد وجوه التيّار الوطني الحر وكان محسوباً عليه لمدة طويلة». فيما ينفي «الكتائبيون» هذا الجو، لافتين إلى أنّ قاعدتهم منسجمة مع خياراتهم، خصوصاً أن جميعهم يحفظون لبازرلي دوره المحوري في العمل لمصلحة مصري.
هذا التضارب ينعكس أيضاً على «التيار الوطني الحر» الذي لم يُعلن أيضاً مرشّحه، مع استبعاد البعض أن يدعم بازرلي لوقوفه خلف مرشّح الكتائب في الانتخابات السابقة في وجه مرشّح «التيّار»، فيما يعتقد متابعون بأن «العونيين» سيسيرون ببازرلي بعد انعدام الخيارات.
أما بالنسبة إلى ثنائي حزب الله وحركة أمل، فإنّه لم يباشر تحضيراته الانتخابيّة التي يبدأها عادة متأخراً، ما يؤدي إلى إخفاقه في إيصال مرشّحه. وعلى عكسه، شغّل «تيّار المستقبل» ماكينته لخوض معركة العضوية، ومن المفترض أن يتبنّى رسمياً اسم أمين السر السابق للنقابة توفيق النويري، بعدما عدل منسق بيروت في «المستقبل» المحامي عمر الكوش عن ترشّحه الذي تقدم به قبل أشهر.
فيما تحظى مايا شهاب بدعمٍ واضح من النقباء السابقين، إضافةً إلى أنّ عملها في السنوات الماضية في مجلس النقابة أثبت كفاءتها. وعليه قد يفوز اثنان من المحامين السنّة، نظراً إلى كوْن مجلس النقابة كان يتضمّن في الدّورة الأخيرة عضوين سنيَّين هما شهاب وأمين السر سعد الدين الخطيب.
وفي ظلّ قلّة ترشّح المستقلين، يبرز ترشيح وسام عيد، أحد المرشحين المستقلين الذي نجح في بناء قاعدة شعبية في بيروت والمناطق من كلّ الأحزاب والطوائف، بعدما نال نحو ألف صوت منفرداً في المعركة السابقة رغم عدم تبنيه من أيٍ من الأحزاب أو الجهات السياسيّة.