مرقص من مرسيليا معدّدًا جهود الحكومة: لبنان يبقى بين الأكثر حرية في الإعلام وإعلاميوه يديرون مؤسسات المنطقة وأوروبا

أكّد وزير الإعلام المحامي بول مرقص “ضمان حرية الصحافة، وحماية الصحافيين ودعم المؤسسات الإعلامية من اجل تعزيز استقلالها والتزامها بمبدأ الموضوعية”. كلام الوزير مرقص جاء خلال اطلاق فعاليات “المنتدى المتوسطي للصحافة” في مدينة مرسيليا الفرنسية مساء الاثنين الذي يضمّ صحافيين من دول حوض البحر الابيض المتوسط وأفريقيا . تخلل الاحتفال تكريم صحيفة «L’Orient-Le Jour» وهي خطوة اعتبرها الوزير مرقص بمثابة “اعتراف دولي بأهمية الإعلام اللبناني الحر”.
حضر الاحتفال كل من رئيس بلدية مرسيليا بينوا بايان، رئيسة مؤسسة “آنا ليند” الأميرة ريم علي، مدير متحف” “MUCEM اوليفييه دا كوستا، رئيس جمعية” كتب وافكار” فينسان شنيغانز ورئيس جامعة Aix Marseille اريك بيرتون الذين القوا كلمات للمناسبة.
ثم القت رئيسة مجلس ادارة “لوريان لو جور” نايلة دو فريج كلمة شكرت فيها رئيس بلدية مارسيليا على منح الصحيفة وسام المدينة كما تحدّث رئيس تحريرها انطوني سمراني.
تناولت فعاليات المنتدى سلسلة جلسات حوارية ركّزت على مساهمة الإعلام في بناء ثقافة السلام وتعزيز الحوار ومن بينها لقاء حواري مع الوزير مرقص اجرته الاعلامية ماري جو صادر من صحيفة “لوريان لو جور” ركّز فيها على “دور وزارة الإعلام كشريك اساسي للاعلاميين في صون حقوقهم من خلال القوانين الحديثة وأهمية ضمان حرية الصحافة والتعبير”، ورأى أن “تراجع لبنان في التصنيف العالمي لحرية الصحافة خلال الحرب الاسرائيلية الاخيرة ليس بسببه بل هو يبقى رغم ذلك منارة الشرق في الاعلام الحر ومهنية الاعلاميين فيه الذين يشاركون في ادارة أبرز المؤسسات الإعلامية في المنطقة وفي اوروبا”. وقد اجرى الوزير مرقص في ختام هذا النهار سلسلة مقابلات مع إعلاميين لبنانيين ودوليين.
مرقص
وقال وزير الإعلام في كلمته:“أخاطبكم اليوم بمشاعر عميقة يغمرها التأثر، نابعة من الجراح العميقة التي يمر بها لبنان، لكنها محاطة بأمل التجديد وروح التغيير التي يمثلها العهد الرئاسي الجديد بقيادة الرئيس العماد جوزاف عون وحكومة دولة الرئيس الدكتور نواف سلام. ان هذا المنتدى يعكس إرادتنا المشتركة في حماية الاعلام الموضوعي والملتزم الثوابت والقيم التي تقوم عليها الاخلاقيات الاعلامية”.
أضاف: “إننا نعيش في زمن الاحداث المتسارعة والتوترات الحادة في كثير من الأحيان، لكننا نعيش أيضا تطلعات مشروعة الى المزيد من الحرية والشفافية. وفي هذا السياق، لا تعد الصحافة المستقلة اليوم ترفاً، بل ضرورة حيوية وتشكل أكثر من أي وقت مضى الحجر الاساس لبناء مجتمعات متوسطية حديثة وعادلة. وفي هذا الصدد، أود أن أؤكد من جديد بكل وضوح وتصميم التزام العهد الجديد والحكومة ضمان الحريات ومنها خصوصا بالنسبة إلينا في وزارة الاعلام حرية الصحافة، وحماية الصحافيين ودعم المؤسسات الإعلامية من اجل تعزيز استقلاليتها والتزامها مبدأ الموضوعية التي تتميز بها وسائل الاعلام عموماً ومنها صحيفة لوريان لو جور، التي نعرب اليوم عن تقديرنا الحار لها صحيفةً لبنانية في وطن التعددية وحرية التعبير، وملتقى الثقافات والأفكار والآراء. ورغم التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي نواجهها، فإن إرادتنا في العمل مستمرة أكثر من أي وقت وهذا يترجم في مجموعة من المبادرات الملموسة واهمها:
أولًا: تطوير قانون الإعلام بالتشاور مع المجتمع المدني والنقابات والصحافيين والبرلمانيين، وبدعم تقني من الخبراء، وبخاصة اليونسكو. ولمزيد من التشاركية، قامت وزارة الاعلام بنشر مسودة القانون الأخيرة على المواقع الرسمية حتى يتمكن اصحاب المصلحة والاختصاص من الاطلاع عليها والتعبير عن رأيهم بشأنها والمساهمة في تعديلها. وينص هذا المشروع بخاصة على إلغاء عقوبة السجن للصحافيين، فضلاً عن توفير إطار أكثر وضوحًا لوضعهم وحقوقهم.
ثانيًا: مكافحة التضليل الإعلامي. لقد قمنا بإنشاء منصة مخصصة للتحقق من الاخبار على موقع الوكالة الوطنية للإعلام ونحن نعمل بشكل متواصل على تدريب الصحافيين على هذه الممارسات الجديدة.كما نستثمر في التدريب والابتكار، من خلال شراكات قوية مع الجامعات والعديد من المؤسسات الدولية”.
ختم:” نحن نعمل على تعزيز وسائل الإعلام العام التابعة للوزارة: التلفزيون، والإذاعة والوكالة الوطنية. ومن خلال الشراكات التقنية وبناء المهارات والحفاظ على الأرشيف، فإننا نعمل على بناء قطاع أقوى وأكثر مرونة. وأود هنا أن أرحب ترحيبًا حارًا بشركائنا الحاضرين معنا اليوم: فرانس ميديا موند، والمعهد الوطني للسمعي والبصري في فرنسا، واليونسكو، واليونيسيف، والمنظمة العالمية للفرنكوفونية وأولئك الذين سينضمون إلينا قريبًا جدًا. بطبيعة الحال، لا يمكن أن تنجح كل هذه الجهود بالكامل دون تعاون وثيق، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي. ولهذا السبب فإن اللقاء الذي يجمعنا اليوم يعتبر ثميناً للغاية. تقع على عاتقنا جميعًا مسؤولية مشتركة: حماية الاعلاميين، وتعزيز الصحافة، ومحاربة التضليل والرقابة. وفي الختام، أود أن أقتبس من جورج كليمنصو قوله الشهير: “إن حرية الصحافة لا تتلاشى إلا إذا لم يتم استخدامها”.