لبنان

باسيل: سنلجأ إلى مفهوم “العونة” وسنطلق برنامج “العونة العونيّة”

شدد رئيس التيار الوطني الحر في كلمة على “أننا كلّنا نعيش أزمة تفشّي وباء سيغيّر وجه العالم، وهو لن يكون نفسه ما بعد الكورونا- سيتغيّر النظام العالمي وستتغيّر موازين القوى”، مشيراً إلى أن “الإنكماش الإقتصادي العالمي وزيادة ديون الدول قاطبةً بالنسبة لناتجها القومي سيدفع إلى إنهيار اقتصادي ومالي معولم وإلى انهيار التجمّعات السياسية والإقتصادية، وإلى تشدّد القوميات، وإلى نقاش عالمي حول الحريّات وحقوق الإنسان والديمقراطية وكل ذلك، قد يدفع إلى صراع عالمي جديد”.

ولفت باسيل إلى أن “لبنان يعيش أكبر من أزمة صحيّة بل هو يعيش نكبة لأن هناك تراكم أزمات كبيرة، من الوضع الإقتصادي المالي الصعب الذي زاد عليه حراك 17 تشرين فجعله أكثر تعثّراً، والآن زاد عليه الكورونا فحوّله إلى نكبة ستظهر معالمها أكثر بعد انحسار الكورونا”، مشدداً على أن “لبنان سيخرج منتصراً على هذه النكبة المزدوجة الصحيّة والمالية ونحن نعيّد أول مئة سنة له، متسلّحين بإيماننا ببقائه وبمحبتنا له”.

وأضاف، “سنعيّد نحن المسيحيون هذه السنة، أحد الشعانين وخميس الأسرار والجمعة العظيمة والعيد الكبير في منازلنا؛ نصلّي في بيوتنا متسلّحين بايماننا ورجائنا ومحبّتنا للمسيح، كما سيعيّد المسلمون، على الأرجح، شهر رمضان، في حجرهم صائمين متسلّحين بإيمانهم بالله ومحبّتهم للنبي”.

وأشار باسيل إلى أن “المسيحيون والمسلمون، اليوم يتوحدون بلبنانيتهم- اللبنانية- التي هي دائماً محجّ خلاصهم وتضامنهم: بها واجهوا الأزمات سابقاً وانتصروا، وبها سيواجهون نكبتهم اليوم بشجاعتهم، بعزّة نفسهم، وبقدرتهم على التحمّل والتأقلم والصبر والصمود… بهذه القدرة سننتصر!”.

في موضوع كورونا، اعتبر باسيل أن “العنوان الأساسي هو قدرة اللبناني على التأقلم Resilience وهذه ميزتنا الأساسية واليوم علينا ممارستها بالبقاء بالمنازل، والتلذّذ بأحسن قيمنا وهي العائلة”.

ولفت إلى أن “المسؤوليّة في موضوع الكورونا تقع أولاً على المواطنين بالتضامن المجتمعي وثانياً على الدولة بعدم التساهل تجاه من يخرق قرار التعبئة العامة؛ لأنّ ما نراه من خرق جماعي ببعض المناطق والإختلاط بمناسبات اجتماعيّة هو تصرّف غير مسؤول وجرم يعاقب عليه القانون (المادة 604 من قانون العقوبات)”.

وشدد باسيل على أن “المسؤولية في موضوع كورونا تقوم على تضامن المجتمع بكلّ فئاته: “ما بتقدر ناس تنحجر وناس تكزدر”، لأن الوباء عندما ينفجر سيطال الجميع، وإذا انهارت منظومتنا الطبيّة، لن تستطيع أن تعالج المرضى!”، مشيراً إلى أن “إذا لم نساعد نحن أنفسنا، قد لا نجد أحد يساعدنا من الخارج، لأن الدول تتصرّف على قاعدة “يا رب نفسي”.

وأضاف، “سمعنا ماذا يحصل بين دول الإتحاد الأوروبي: صرخة صربيا وصرخة ايطاليا وتهديد بالخروج من الإتحاد”.

وتابع، “أمر آخر هو مسؤوليّة مشتركة أن نساعد الناس التي نطالبها أن تبقى في المنازل وهي دون عمل ودون قدرة على العيش من دون مدخول، وهذه هي المصيبة الأكبر: الحصص الغذائية والمساعدات الماليّة والأدوية وأدوات التعقيم وحاجات الأطفال”.

وقال باسيل، “جيّد ما بدأت به الدولة لناحية الـ 400 الف ليرة، ولكنّه غير كافٍ، كلّنا نعرف أن وزير الشؤون الإجتماعية لا يستطيع الإتكال على برنامج الفقر ولوائحه لأن الوزراء السابقين تلاعبوا بالمعايير لغايات تنفيعيّة، ولأن هذه اللوائح اساساً بحاجة إلى تيويم بعد زيادة الفقر”.

وأضاف، “أريد أن أشيد بما يقوم به الجميع، وأن أشجّع اهل التيّار، على إكمال المبادرات الخاصّة التي تصدر عن أفراد أو هيئات (محليّة بالبلدات والطلاب والمهنيين) حول تجميع المساهمات والحصص الغذائية وتوزيعها للمحتاجين… ونحن بصدد التحضير لخطّة متكاملة سنعلن عنها لاحقاً”.

ولفت باسيل إلى أن “لا بدّ من الإشارة إلى أن التيّار فتح حساب تبرّعات نقديّة وعينيّة وفتح خطاً ساخناً في غرفة العمليات المركزية لكل مساهمة وسنلجأ إلى مفهوم “العونة” وسنطلق برنامج “العونة العونيّة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى