جيش الاحتلال الإسرائيلي يبدأ بتنفيذ خطة “الطريق باتجاه واحد” لإفراغ شمال قطاع غزة عبر توزيع المساعدات

بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي بإقامة أربعة مراكز جديدة لتوزيع المساعدات الإنسانية داخل قطاع غزة، بالتعاون مع شركات أميركية، في إطار ما يبدو أنه جزء من خطة مدروسة لإفراغ شمال القطاع من سكانه وفقًا لما كشفه الصحفي في اعلام العدو دورون كدوش من “إذاعة الجيش الإسرائيلي”.
أنشأ “الجيش” أحد هذه المراكز في موقع استراتيجي وسط القطاع، جنوب محور نتساريم، على طريق صلاح الدين، ما يتيح لسكان شمال ووسط غزة الوصول إلى المساعدات دون الحاجة للتوجه إلى رفح أو مناطق بعيدة.
تستهدف هذه الخطوة، ظاهريًا، تسهيل إيصال المساعدات، لكنها تخفي وراءها هدفًا سياسيًا وأمنيًا أعمق؛ حيث لن يُسمح لسكان الشمال الذين يعبرون إلى هذا المركز بالعودة شمالًا مجددًا.
تحوّل هذا المركز، فعليًا، إلى “تذكرة باتجاه واحد”، تُجبر سكان شمال القطاع الراغبين في الحصول على الغذاء أو المساعدات الإنسانية على البقاء جنوب محور نتساريم، ما يعني نزوحًا قسريًا بشكل غير مباشر.
تسعى “إسرائيل” من خلال هذه الآلية إلى تسريع عملية تفريغ شمال القطاع من سكانه، بعد فشلها في ذلك خلال الأشهر الماضية، رغم عشرات الإنذارات والإعلانات بالإخلاء.
ويُقدّر عدد السكان الذين بقوا في شمال القطاع حتى الآن بنحو 200 إلى 300 ألف فلسطيني، شكلوا نواة صلبة من الرافضين للنزوح، لكن “إسرائيل” تعتقد أن الخطة الجديدة ستُحكم الطوق عليهم وتدفعهم إلى النزوح دون أي بديل.
ويُشار إلى أن الخطة تأتي ضمن تصور استراتيجي أوسع، ترى فيه “إسرائيل” أن تفريغ شمال غزة من السكان سيوفر لها هامشًا ميدانيًا أكبر للعمليات العسكرية والسيطرة الأمنية.