هدنة هشّة بين ترامب وماسك… ومكالمة واحدة جمّدت “الحرب الإلكترونية”

لا يزال التقارب الهشّ في الصراع على منصات التواصل الاجتماعي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والملياردير إيلون ماسك صامدًا، بعد مكالمة هاتفية بين ممثلي الجانبين يوم الجمعة، وفقًا لمسؤولين في البيت الأبيض.
وأفادت صحيفة “بوليتيكو” بحصول اتصال هاتفي يوم الجمعة بين ممثلي الرئيس دونالد ترامب وإيلون ماسك، وبعدها أوقف ترامب وماسك تبادل التصريحات القاسية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت مصادر في البيت الأبيض للصحيفة الأميركية، إن “الانفراجة الهشة في المواجهة على وسائل التواصل الاجتماعي بين الرئيس دونالد ترامب وإيلون ماسك بعد المكالمة الهاتفية بين ممثلي الجانبين يوم الجمعة لا تزال قائمة حتى الآن”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي قوله إن ترامب توقف عن انتقاد ماسك علنًا على موقع Truth Social، قائلاً: “لقد توقف عن النشر، لكن هذا لا يعني أنه سعيد”. وأضاف المسؤول: “من غير الواضح تمامًا كيف ستكون علاقتهما [ترامب وماسك] لاحقًا”.
وكان الرجلان قد أوقفا حربهما الكلامية التي شملت اقتراح ماسك عزل الرئيس، وتهديد ترامب بقطع العقود الفيدرالية عن شركات الملياردير. لكن أيًّا منهما لم يرغب في الاستمرار بذلك، بحسب ما أفاد به المسؤولون المطلعون على رد فعل الرجلين.
وكان ترامب منزعجًا بشكل خاص من تلميح ماسك إلى ارتباط الرئيس بالراحل جيفري إبستين، المتهم بالاعتداء الجنسي، مدعيًا أن ترامب “مذكور في ملفات إبستين”. وبحسب مصادر الصحيفة، أبدى ترامب “انزعاجه بشكل خاص” من هذه المزاعم.
وتابعت المصادر أن كلمات ماسك بأن ترامب لم يكن ليفوز في الانتخابات لولا دعمه، بما في ذلك أكثر من ربع مليار دولار من المساهمات السياسية، أثارت حفيظة الرئيس بشكل كبير.
وجاء هذا الخلاف في الوقت الذي كان يحاول فيه الرئيس وقادة الحزب الجمهوري تمرير حزمة تشريعات رئيسية للسياسة الداخلية، والتي قد تُمثل أكبر إنجاز تشريعي في ولاية ترامب الثانية. وانتقد ماسك مشروع القانون، واصفًا إياه بأنه يحتوي على “كمية كبيرة من لحم الخنزير المقزز”.
وعند التواصل معها للتعليق، قالت السكرتيرة الصحافية كارولاين ليفيت لصحيفة “بوليتيكو”: “كما قال الرئيس ترامب نفسه، فهو يمضي قدمًا مُركزًا على إقرار مشروع القانون الجميل والكبير”.
ويُشار إلى أن العلاقة بين الطرفين كانت قد بدأت بالتوتر قبل اندلاع الخلافات العلنية على مواقع التواصل الاجتماعي في ٥ حزيران. وأشارت مصادر الصحيفة إلى أن العلاقات بين ترامب وماسك بدأت تتدهور بالفعل قبل أن يبدآ في انتقاد بعضهما علنًا. وكان ترامب منزعجًا مما اعتبره مبالغة من ماسك في الترويج لعجز وزارة الطاقة الأميركية عن إجراء تخفيضات كبيرة في البيروقراطية الفيدرالية.
ونوهت الصحيفة بأن قرار البيت الأبيض سحب ترشيح جاريد إسحاقمان، الذي اختاره ماسك لقيادة وكالة ناسا، كان أحد أسباب انهيار “التحالف الهش” بين الرجلين. وكان هذا الترشيح يُعدّ من العقبات الأخيرة في العلاقة بين الطرفين.
وكان مدير شؤون الموظفين في البيت الأبيض، سيرجيو جور، الذي قاد هذه الخطوة، يعاني من توتر مستمر في علاقته مع الملياردير، بحسب ما أفاد به مسؤولون في البيت الأبيض.
ورفض ماسك التعاون مع جور بعد اجتماع لمجلس الوزراء في آذار، حيث أخبر الرئيس رؤساء وكالاته بأنهم مسؤولون عن إداراتهم وليس ماسك، الذي كان حاضرًا في الاجتماع.
وقد عُقد ذلك الاجتماع بعد أن أطلق مؤسس شركة تسلا سلسلة من عمليات الفصل الجماعي والتحذيرات لموظفي الحكومة، والتي أثارت دعاوى قضائية وانتقادات من مشرعين ديمقراطيين وجمهوريين على حد سواء.