لبنان

إيران تستعدّ للاحتمالات كافّة: قواعد أميركا “أهداف مشروعة”

طهران | الأخبار:

يدخل العدوان الإسرائيلي على إيران، اليوم، أسبوعه الثاني، فيما يَظهر جليّاً غياب أيّ حافز لدى إسرائيل لوقف حربها في الوقت الحالي. وفي ظلّ تصاعد التوتّرات، تُبذل جهود دبلوماسية محدودة، بما في ذلك الاجتماع المزمع عقده، في جنيف، الیوم بين وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، ونظرائه في الترويكا الأوروبية.

وفي اليوم السابع من الحرب، شنّت إسرائيل هجوماً علی منشأة «خنداب» النووية في مدينة آراك الإيرانية، بعدما کانت استهدفت، في اليوم الأول من عدوانها، منشأة تخصيب اليورانيوم في مدينة نطنز في محافظة أصفهان.

ولكن، وللمرّة الأولى في تاريخها، لم تقدّم «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» على إدانة استهداف منشآت نووية تابعة لدولة عضو في «معاهدة منع الانتشار النووي»، من قِبَل دولة تمتلك أسلحة نووية.

وعلى هذه الخلفية، اتّهمت إيران، أمس، الوكالة، بأنها «شريك» في الحرب الإسرائيلية عليها؛ إذ ردّ الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في منشور عبر «إكس»، على مقابلة أجراها المدیر العام للوكالة، رافائيل غروسي، وقال فيها، إنه ليست هناك «أدلّة» تشير إلى بذل إيران جهداً ممنهجاً لتطوير سلاح نووي، مشيراً إلى أنّ ملاحظته تلك «جاءت متأخّرة جدّاً».

وأضاف، إنّ قرار الوكالة الذي أعلنت فيه أنّ إيران «تنتهك التزاماتها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية»، استُخدم ذريعةً لهجوم إسرائيل على الجمهورية الإسلامية.

وبینما تلوح في الأفق مخاطر توسيع الحرب، وسط تلويح أميركي مستمرّ بإمكانية الانضمام إلى إسرائيل في الهجوم على إيران، یتحدّث القادة العسكريون والدبلوماسيون الإيرانيون بالإجماع عن ضرورة استمرار الردّ الصاروخي الإيراني، وهم حذّروا من أنه «إذا دخلت الولايات المتحدة الحرب، فإنّ كل الخيارات العسكرية ستکون مطروحة بالنسبة إلى إیران».

وفي هذا الإطار، حذّر مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية، كاظم غريب أبادي، واشنطن من الانخراط في الحرب إلى جانب الكيان الإسرائيلي، والذي سيضظرّ إيران إلى «استخدام أدواتها لتلقين المعتدين درساً، دفاعاً عن أمنها القومي ومصالحها الوطنية»، حاثّاً إيّاها على الاكتفاء بالمراقبة فقط إذا كانت لا ترغب في ردع الكيان الإسرائيلي المعتدي عن عدوانه.

وفي سياق متّصل، حذّر مقرّ «خاتم الأنبياء» المركزي، أمس، الولايات المتحدة من أيّ تدخّل مباشر في العدوان على إيران، معقبّاً بالقول إنه «سيؤدّي إلى توسيع نطاق الحرب». وقال، في بيان: «نؤكّد للشعب الإيراني أنّ القوات المسلحة الإيرانية نفّذت ردوداً قوية ودقيقة لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية»، وأنها «ستواصل عملياتها القوية بشكلٍ أشدّ لتتصدّى لأيّ تهديد ولتجعل العدو نادماً على عدوانه».

وردّاً على تصريحات الرئيس الأميركي، قال مستشار المرشد الإيراني، علي لاريجاني، إنّ أيّ حديث عن استسلام إيران «خطأ كبير»، مشيراً إلى «(أنّنا) لا نرغب في الحروب، ولكن نمرّ بمرحلة حاسمة وعلينا أن نصمد للدفاع ومعاقبة المعتدين»، مضيفاً إنّ إسرائيل كانت تتصوّر أنها «ستجبر إيران على التراجع في غضون عدة أيام ولكن هذا الأمر لم يتحقّق».

وکان المرشد الأعلی الإیراني، السيد علي الخامنئي، حذّر أمس، الأميركيين من عواقب الانخراط في الحرب الإسرائيلية على بلاده، مهدّداً بأنّ الولايات المتحدة ستتعرّض لأضرار جسيمة إذا ما قرّرت ذلك. وفي هذا الإطار، كتبت صحيفة «جوان» المقرّبة من «الحرس الثوري»، أنه «إذا لم تتمكّن أميركا من تدمير منشأة فوردو النووية، فإنها ستكون أول مَن يعترف بهزيمتها؛ وإذا استطاعت تدميرها، فإنها ستواجه كارثة أخرى في الخليج الفارسي والنفط والتجارة العالمية، وهي هزيمة أشدّ وطأة».

وأفادت مصادر مطّلعة، بدورها، «الأخبار»، بأنّ طهران حذّرت، في رسالة وجّهها الأربعاء الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إلى أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، من أنه في حال دخول الولايات المتحدة الحرب، فإنّ إيران ستعتبر كل القواعد الأميركية في دول المنطقة «أهدافاً مشروعة»، معلنةً في الوقت ذاته استعدادها لاستئناف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة.

من جهة أخری، قال ناطق باسم وزارة الخارجية التركية، إنّ وزير الخارجية الإيراني سيشارك في الاجتماع الوزاري الطارئ لـ«منظمة التعاون الإسلامي» الذي يُعقد السبت في إسطنبول، حول هجمات الكيان الإسرائیلي على إيران.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى