لجنة الإشراف تستأنف اجتماعاتها أمام تحدّيات الخروقات الإسرائيلية المستمرة

كتبت آمال خليل في الأخبار:
انتقلت قيادة الـ«يونيفل» أمس، من إسبانيا إلى إيطاليا بحضور ممثّلي الدول المساهمة في مهمة حفظ السلام في الجنوب.
لكنّ الحضور الأبرز في احتفال التسلّم والتسليم في مقرّ القيادة في الناقورة، كان للولايات المتحدة. فللمرة الأولى، سُجّل حضور عسكري متقدّم للولايات المتحدة التي تساهم بتمويل المهمة ولا تشارك فيها.
إذ تقدّم الحضور، وكان «نجم» الاحتفال، رئيس لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي مايكل ليني الذي صافح عدداً من كبار الضباط والفعاليات، وتحدّث قليلاً مع مفتي صور الشيخ حسن عبدالله ومطران صور شربل عبدالله، قبل أن يقف مع قائد الـ«يونيفل» المنتهية ولايته الجنرال الإسباني أرولدو لاثارو وخلفه الجنرال الإيطالي ديوداتو أبانيارا.
وبحسب مصدر مطّلع، فإن المشاركة الأميركية لم تكن محسومة. إذ تلقّت السفارة الأميركية في بيروت «نصائح باتّخاذ إجراءات أمنيّة مشدّدة في ظل احتمال استهداف مرافق أو شخصيات تابعة لها بعد العدوان الأميركي – الإسرائيلي على إيران».
لكنّ ليني وفريقه أكّدوا حضورهم في اليوم السابق، على أن يعود ليني اليوم إلى رأس الناقورة لترؤّس اجتماع لجنة الإشراف، للمرة الأولى منذ تولّيه منصبه خلفَاً للجنرال غاسبر جيفرز. ويفترض أن يعكس استئناف اللجنة لاجتماعاتها المعلّقة منذ 11 آذار الماضي، أداءً أميركياً جديداً أقل حدّة وانحيازاً لإسرائيل على غرار عهد جيفرز ومسؤولته المبعوثة الخاصة السابقة مورغان أورتاغوس.
وينتظر أن يقدّم الجنرال الأميركي «مطالعة لما تحقّق منذ وقف إطلاق النار قبل ثمانية أشهر، ويطالب ممثّل العدو الإسرائيلي في الإجتماع بالانسحاب من النقاط الخمس التزاماً بالتعهّد الإسرائيلي في مقابل التزام الحكومة اللبنانية بتطبيق الاتفاق والقرار 1701».
وللمرة الأولى، سيغيب قائد الـ«يونيفل» عن اجتماع اللجنة. إذ يغادر أبانيارا اليوم إلى مجلس الأمن في نيويورك لتسلّم مهامه رسمياً من منسّق شؤون عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة جان بيير لاكروا.
والاستحقاق الأصعب الذي يفتتح به الجنرال الإيطالي ولايته، سيكون حول شكل الـ«يونيفل» الجديدة بعد تجديد ولايتها نهاية آب المقبل. ورغم حسم القرار الأميركي والأوروبي بالتجديد للمهمة، إلا أنّ مصير العديد العسكري والمدني وقيمة الموازنة العامة واحتمال منح القوة صلاحيات إضافية… أمور لم تحسم بعد!
الجدل حول الـ«يونيفل» ودورها يأتي على وقع استمرار الاحتلال الإسرائيلي لعشرات آلاف الأمتار على طول الحدود الجنوبية من ضمنها النقاط الخمس، وهو ما يتناقض مع جوهر مهمة حفظ السلام المعدّل بعد عدوان 2006.
وإزاء ذلك، تبدو الحكومة في وادٍ آخر. فهي كانت نشيطة في إصدار مواقف عدّة حول المواجهة بين إسرائيل وإيران، لكنها لم ترسل حتى الآن طلب التجديد للـ«يونيفل» إلى مجلس الأمن، ولم يفعّل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي عمل اللجنة المعنية بتحضير الرسالة التي تتضمّن رؤية الدولة للقوة الدولية.