لبنان

ملف سلاح حزب الله على النار.. وملامحُ “اشتباك داخليّ” تحوم حوله!

كتبت الجمهورية: 

الوقائع الداخلية تتزامن مع وضع ملف سلاح «حزب الله» على النار، وعلى ما يرجح متابعون لهذا الملف وما يحيط به من طروحات ومراسلات ونقاشات في المجالس السياسية، فإنّ ملامح اشتباك داخلي تحوم حوله، ترجّح التقديرات فتح حلبته في المدى القريب المنظور.

وبحسب معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ الورقة الأميركية التي قدّمها الموفد الأميركي توماس براك إلى الرؤساء الثلاثة، يبدو انّها مطروحة لنقاش خلف الجدران، لا تؤشر مجرياته إلى انّه من النوع القابل لأن يصل إلى مساحة التقاء داخلية حول مضمونها الذي يتمحور في جوهره على مسألة وحيدة، وهي التعجيل في سحب سلاح «حزب الله» في كلّ لبنان، وليس فقط جنوبي نهر الليطاني.

وبحسب المعلومات، فإنّه على الرغم من الانقسام الداخلي حول ملف سلاح «حزب الله»، فإنّ جهات سياسية ممثلة في الحكومة، ومناوئة لـ«حزب الله» وسلاحه، ترى في الورقة الأميركية نافذة حل، وتشجع على مقاربة عاجلة لمضمون هذه الورقة على طاولة مجلس الوزراء، واتخاذ قرار صارم حول هذا السلاح، مستندة بذلك إلى الحاجة إلى إزالة ما سمّتها كل مسببات التوتير وإعاقة مسار نهوض البلد، التي يتصدرها سلاح «حزب الله».

الّا انّ هذا الامر، وفق المعلومات، دونه تحذيرات جرى التعبير عنها من مستويات رفيعة في الدولة من التسرّع في الإقدام على خطوات غير محسوبة، او «دعسات ناقصة». ومخاوف من أن تؤدّي أي خطوة من هذا النوع لا إجماع عليها، إلى تعميق الشرخ السياسي أكثر، وأزمة كبرى ليس فقط في داخل الحكومة بل على مستوى البلد بصورة عامة.

وكما أنّ سحب سلاح «حزب الله» له جمهوره في الحكومة، وعلى مستوى الشارع، وهو أمر آخذ بالتنامي ربطاً بما يعتبره المتحمسون لنزع سلاح الحزب، التحوّل الجذري ضدّ السلاح في الداخل اللبناني، وبالتطورات الإقليمية المتسارعة، التي فرضت معادلات جديدة أضعفت محور السلاح الممتد من إيران إلى «حزب الله». وكانت لافتة في هذا السياق، مبادرة الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، إلى الانضمام بصورة علنية إلى المطالبين بسحب سلاح «حزب الله»، وجازماً في الوقت نفسه انّ اسرائيل والغرب بالتحالف مع الولايات المتحدة انتصرت على إيران، وحاسماً بأنّ «مزارع شبعا سورية وليست لبنانية».

وفي المقابل، فإنّ للتمسك بهذا السلاح جمهوراً ايضاً في الحكومة وعلى مستوى الشارع، ربطاً بما يؤكّده «حزب الله» ومعه بيئته، بأنّ التمسك بهذا السلاح، وفي ظل التطورات المتسارعة، والاعتداءات الإسرائيلية المكثفة، صار اكثر صلابة من أي وقت مضى. وليس خافياً في هذا السياق، أنّ «حزب الله» يشعر في هذه الفترة بشيء من ارتفاع المعنويات جراء ما يعتبره انتصار إيران في الحرب على إسرائيل، وإحباط مشروعها بصناعة شرق اوسط جديد وفق مواصفاتها، ومن ضمنه لبنان».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى