رسالة من شيخ العقل..قال فيها..
وجَّه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن اليوم، رسالة إلى “الأهل الأحباء الأعزاء”، قال فيها: “تتبدى يوماً بعد يوم الأبعاد المريعة التي يسببها انتشار الوباء في أقطار الأرض، وقد عرفتم دون شك أن أعراض الإصابة لا تظهر على المصاب إلا بعد أيام عموماً، وفي الأثناء تنتقل العدوى بشكل خفي وهكذا دواليك.
لذلك، نؤكد على كل ما صدر عنا خصوصاً في الشهر المنصرم بشأن هذا الأمر الخطير الذي تفاقمه مقاربة الأمر بشيء من اللامبالاة والشعور الخاطئ بأن الفرد أو المجموع هو بمنأى عن هذا الوباء السريع الإنتشار هو خطأ مريع أوقع بلداناً متقدمة في أوضاعها بمصائب موجعة”.
واضاف:”إن الإيمان يقضي الآن، وفي كل آن، بإحكام أمر العقل المستنير، واستناداً إلى هذه القاعدة، ويقيناً بقوة الإيمان، نسأل الجميع إيلاء الأهمية القصوى لما يلي:
“إن أجدى الوسائل لدرء أخطار ما تعلموه هو التعاضد الإجتماعي الذي يمكن أن يتبدى بالجهد الجماعي الموحد في كل بلدة وقرية ومنطقة، عبر التعليمات التي يطلقها مسؤولون مواكبون لسياق الأمور وما يستجد منها ساعة بساعة. وأن يكون لكل بلدة “خلية أزمة” تشكلها الفاعليات من المجتمع والبلديات والجمعيات وما إليها، لتواكب أولاً الشؤون المتعلقة بمكافحة انتشار الوباء، وثانياً الأوضاع الإجتماعية لذوي الدخل المحدود أو المنقطع نتيجة الظروف، وثالثاً متابعة رصد ما يتعلق بالأمن الغذائي والصحي وما إليهما. وليكن في هذا السياق عمل دؤوب على إنشاء ودعم صناديق التعاضد المعيشي على مستوى القرى والبلدات.
إن العمل على إيلاء التنسيق الجماعي بين مختلف فئات المجتمع أهمية قصوى في الشؤون المذكورة أعلاه، فالتعاضد والتآلف وتوحيد الجهود هي درع حصين في كل الأوقات، خصوصاً في الأيام الصعاب. لذلك، وجب أن نسعى جاهدين إلى التضامن القلبي والعقلي والفعلي، متطلعين إلى التآزر من دون انصراف إلى الأمور التي تخطئ الهدف.
وبالتالي تضيع ما وصف به أهل الديانة وهو التسديد، أي تحقيق القصد الشريف المرتبط بإرادة الخير، والله سبحانه يوفق من خلصت نيته في فسحة العقل والحق”.
وختم: “ليكن مثلنا اليوم مثل “الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”، واعلموا أن مثقال الذرة في الخير هو زكاة، أي طهارة وبركة لفاعلها، محفوظة عند الذي لا تخفى عنه خافية وهو نعم المولى، ونعم النصير المعين”.