مفتي حاصبيا ومرجعيون: لوأد الفتنة في مهدها والاحتكام إلى صوت العقل والحوار

اعتبر مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ حسن إسماعيل دلي، في بيان، انّ “ما تشهده مدينة السويداء العزيزة من أحداث مؤلمة يدمي القلوب، ويثير الأسى والحزن في النفوس. ونحن نتابع بقلق بالغ هذه التطورات المؤسفة، فإننا نوجّه نداءً صادقاً إلى أهلنا جميعًا في سوريا ولبنان، من أبناء الطائفة السنية الكريمة وإخواننا الموحّدين من بني معروف، داعين إلى التعالي فوق الجراح، وإدراك أن ما يجمعنا من تاريخ، ووطن، وعيش مشترك، هو أقوى وأبقى من كل الفتن والنزاعات”.
أضاف: “لقد عرفنا بني معروف في منطقتنا على مرّ العقود بأصالتهم ووفائهم، ووقوفهم إلى جانب إخوتهم في الملمّات والشدائد، وكانوا دومًا مثالاً في حسن الجوار والنخوة والمروءة. ولن تغيّرهم أصوات الفتنة، ولا الدعوات المغرضة من هنا أو هناك، فهم أبناء وطنٍ واحد، وتاريخهم المشرف في حماية العيش المشترك وصون السلم الأهلي شاهد لا يُنكر”.
وتابع: “نحثّ الجميع على الحذر من الانجرار خلف أصوات الفتنة، والعمل على تفويت الفرصة على كل من يسعى إلى إذكاء الصراعات وتفكيك الأوطان، لأن ما يفرح به الأعداء هو تفرّقنا وتنازعنا، وما يحمينا هو وحدتنا. ونؤكد أن وحدة الصف والكلمة مسؤولية شرعية ووطنية وأخلاقية، وأن الدماء التي تُسفك ظلمًا وعدوانًا هي خسارة في الدنيا ومأثم في الآخرة، قال تعالى: ﴿مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا﴾ [المائدة: 32]”.
وختم: “في هذه اللحظات العصيبة، نناشد الجميع ضبط النفس، والتحلي بالحكمة والصبر، والعمل على وأد الفتنة في مهدها، والاحتكام إلى صوت العقل والحوار والتلاقي، حفاظًا على النفس والأرض والوطن، وصونًا لكرامة كل إنسان من أبناء هذا الوطن الواحد. نسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا وأهلنا من كل سوء، وأن يحقن الدماء، ويؤلّف بين القلوب، ويجنّبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن”.