لبنان

كرامي: هذا ما تمنيته على حزب الله

كتب عماد مرمل في الجمهورية: 

ضمن جولة «حزب الله» على عدد من القيادات والشخصيات السياسية للبحث معها في تحدّيات المرحلة الحالية، التقى وفد منه برئاسة النائب علي عمار قبل أيام، رئيس «تيار الكرامة» النائب فيصل كرامي، الذي يحرص على التوفيق بين استمرار التواصل والعلاقة مع «الحزب»، وبين تمايزه في المواقف على المستويين الداخلي والإقليمي.

عكست زيارة وفد «حزب الله» لكرامي اهتمام الجانبين بالاستمرار في الحوار، خصوصاً انّ كرامي يرى في التواصل واستمرار الكلام ضماناً لعدم الوقوع في فخ التصادم في الشارع.

ويوضح كرامي، انّ التواصل مستمر مع «حزب الله»، وهو لم ينقطع، وإن كان متقطعاً نتيجة الظروف التي يمرّ فيها «الحزب»، مؤكّداً انّ العلاقة بينهما لم تتأثر بالحملات التي يتعرّض لها احياناً على «السوشيال ميديا»، «وحتى عندما يكون هناك عتب مني أو من جهتهم، فهو عتب المحب والحريص على البلد».

ويضيف كرامي: «أنا ملتزم بسقف الدولة والدستور، و»الحزب» كذلك، وبالتالي نحن نلتقي على الهدف نفسه وهو كيف نحمي لبنان، وإن تباينت احياناً المقاربات حول سبل تحقيقه». ويشير إلى انّ «موازين القوى المستجدة بعد العدوان الأخير تفرض نفسها علينا جميعاً، وينبغي أن نتعاطى معها بواقعية بعيداً من المكابرة، لكنني في الوقت نفسه أرفض أن يتمّ التعامل مع «حزب الله» كمهزوم او مأزوم. وهنا أسأل بعض الانتهازيين في الداخل ممن يحاولون الاستثمار في نتائج الحرب لتحقيق مكاسب سياسية ضيّقة: العدو هو الذي شنّ الحرب، انتو شو دخلكم حتى تتصرفوا كأنكم منتصرين بعضلاتكم؟».

ويتابع: «المستغرب ايضاً انّ من يطالبون بنزع السلاح هم أنفسهم يهدّدون باللجوء إلى العنف واستخدام السلاح.. يا لها من مفارقة ومعادلة».

ويعتبر كرامي، انّ «الوقائع السياسية والميدانية تغيّرت في لبنان والإقليم، ولا يجب أن نتجاهلها او نقفز فوقها عند رسم خياراتنا، بل علينا أن نأخذ نفساً ونرمم ذاتنا ونتحرك ببراغماتية ومرونة»، لافتاً إلى أنّ «الوضع الراهن مرير وقاسٍ، ويكاد يكون أصعب مما كان عليه عام 1982».

ويشدّد كرامي على «أنّ عدونا واحد، وينبغي أن يكون همّنا الوحيد حماية البلد منه، وهذا ما نتفق كلنا و»حزب الله» عليه». ويرفض استخدام مصطلح نزع او سحب السلاح، مشيراً إلى انّ الدقيق هو حصر السلاح في يد الدولة ضمن تفاهم بين «حزب الله» ورئيس الجمهورية وقائد الجيش على التوليفة المناسبة التي تحقق الحصرية.

ويعتبر كرامي انّ تكليف الجيش وضع خطة لحصر السلاح قد يكون مخرجاً وليس مشكلة، «إذ كلنا لدينا ثقة في الجيش. فدعونا نتركه يحدّد الطريقة الأنسب للوصول إلى الحصرية، وهذا قد يكون مدخلاً إلى البحث في شكل من أشكال الاستراتيجية الدفاعية او استراتيجية الأمن الوطني». ويؤكّد أنّ «قائد الجيش العماد رودولف هيكل آدمي ووطني ونفَسُه ممتاز ولديه موقف مبدئي وصريح ضدّ العدو الإسرائيلي، وبالتالي هو موضع ثقة كاملة، وآمل في أن يحصل حوار بينه وبين «الحزب».

ويكشف كرامي أنّه تمنّى على وفد «حزب الله» الذي زاره» أن يتمّ التركيز على الأولويات الآتية:

ـ حماية لبنان التي تشكّل الوحدة الوطنية ضمانها الأساسي.

ـ إجراء حوار معمّق مع رئيس الجمهورية وقائد الجيش.

ـ تحصين السلم الأهلي والاستقرار الداخلي وعدم الانسحاب من الحكومة.

ـ عدم التعرّض للدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، لما لها من أبعاد عروبية وسنيّة نحن في أمسّ الحاجة اليها اليوم حرصاً على السلم الأهلي».

ويشدّد كرامي على أن ليس من مصلحة لبنان ولا «حزب الله» معاداة الدول العربية، منبّها إلى انّه «إذا قرّر المجتمعان العربي والدولي الإنكفاء عن لبنان فإنّ ذلك سيضعنا في مواجهة أسئلة صعبة من نوع: هل سيتمّ التعاطي معنا كدولة مارقة؟ كيف سينطلق مشروع إعادة الإعمار؟ ماذا لو نُقل البلد من اللائحة الرمادية إلى السوداء؟ وماذا لو أُعطي العدو الضوء الأخضر لشن حرب جديدة؟».

ويضيف كرامي: «أنا أتفهم مشاعر بيئة «الحزب» في هذه المرحلة الصعبة واتفاعل مع هواجسها المشروعة، لكن للأسف البلد وُضع في عين العاصفة، وبين المطرقة والسندان، وليست لدينا خيارات واسعة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى