طهران: على لبنان أن يكون قادراً على اتخاذ قراراته الداخلية

أكدت طهران أن استقلالية لبنان مرتبطة بقدرته على اتخاذ القرارات بشأن قضاياه الداخلية، مشددة على ضرورة تعزيز القدرات الدفاعية بوجه الأطماع الإسرائيلية في المنطقة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن «موقفنا من موضوع نزع سلاح حزب الله واضح، فنحن نرى أن لبنان كدولة مستقلة يجب أن يكون قادراً على اتخاذ أفضل القرارات بشأن قضاياه الداخلية»، مضيفاً أنه «في الوقت نفسه نؤكد أن الحياة الكريمة في منطقة تواجه أطماع الكيان الصهيوني تفرض بالضرورة تعزيز القدرات الدفاعية لردع تلك الأطماع».
لا وجود لمعاداة السامية في ديننا
وفي رده على طرد أستراليا للسفير الإيراني، حذر بقائي، خلال مؤتمر صحافي، اليوم، من أن «أي تصرف غير لائق على المستوى الدبلوماسي سيقابَل برد مماثل»، رافضاً الاتهامات الموجهة ضد إيران. وقال إن «مفهوم معاداة السامية لا وجود له في ديننا، وهو مصطلح صاغه الغرب، وعليهم هم أن يتحملوا مسؤولية ماضيهم التاريخي».
وأضاف أنه «من الواضح أن القرار الأسترالي تأثر بالأوضاع الداخلية هناك؛ فقد شاهدتم التظاهرات المليونية المنددة بالإبادة في غزة»، معتبراً أن «ما جرى ضد إيران، وهو في جوهره عمل ضد الدبلوماسية، جاء لتعويض الانتقادات المحدودة التي وجهتها أستراليا إلى الكيان الصهيوني».
وحول الادعاءات بأن إيران تتجنب التفاوض مع الأوروبيين، قال بقائي: «نحن نتفاوض الآن مع أوروبا لأنها مستعدة لذلك وعضو في الاتفاق النووي، ونعتبر من مسؤولياتنا استغلال أي فرصة لتعزيز مصالحنا الوطنية، وقد أظهرنا حسن نية»، مشيراً إلى أنه «نحن نجري محادثات مع الأوروبيين حول رفع العقوبات وقرار مجلس الأمن 2231 والمستقبل القريب، وفي المقابل يكون هناك بناء للثقة وتوضيحات متبادلة».
وفي ما يتعلق بآلية عودة العقوبات «سناب باك»، رأى بقائي أن «الأوروبيين غير مخولين باستخدامه، فقد بذلنا بالفعل جهوداً واسعة للتصدي لذلك»، لافتاً إلى أن «المباحثات الجارية اليوم في جنيف، وكذلك المحادثات مع الصين وروسيا، تأتي في هذا السياق». وشدد على أن «خطنا الأحمر في أي مفاوضات مع الأوروبيين هو حماية مصالحنا الوطنية».
وعن العلاقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أشار بقائي إلى أننا «لا نزال أعضاء في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT) وملتزمين بها… جرت الأسبوع الماضي لقاءات على مستوى المديرين العامين في فيينا، ونحن بصدد مناقشة آلية تعامل مع الوكالة»، مضيفاً أنه «لا ينبغي الاستهانة بما حدث؛ فلم يسبق أن تورطت الوكالة في تفتيش مواقع تعرضت لهجوم غير قانوني من قبل».
وتعليقاً على الأنباء المتعلقة بزيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى طهران وانسحاب القوات الأميركية من العراق، أوضح أن «انسحاب القوات العسكرية يتم ضمن قرارات الأمم المتحدة، وقد نُفّذ جزء من هذا المسار وسيكتمل بحلول العام المقبل».
وفيما أكد بقائي أن «وجود القوات الأجنبية يخلّ بأمن المنطقة»، لفت إلى أن «محادثات جرت لتحديد التوقيت المناسب لزيارة» السوداني لطهران.