ديبلوماسي أوروبيّ: “للحرب عواقب وخيمة.. ونراهن على التزام الأطراف بالاتفاقات”

جاء في الجمهورية:
إذا كانت إسرائيل تتجاهل ردود الفعل العربية الشاجبة لعدوانها على الدوحة، فإنّها تلقي باللائمة على دول اوروبا والغرب، وتتهمها بتعزيز «حماس» والمحور المتطرف في الشرق الاوسط، على حدّ تعبير وزير الخارجية الإسرائيلية جدعون ساعر، فإنّ مصدراً ديبلوماسياً اوروبياً وفي معرض جوابه عن سؤال لـ«الجمهورية» عن مدى جدّية الإجراءات ضدّ إسرائيل (فرض عقوبات على وزراء في حكومة نتنياهو، وتعليق الدعم الثنائي لإسرائيل) التي تحدثت عنها رئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فون دير لايين، أكّد «أنّ ما تقوم به إسرائيل، خصوصاً في غزة والتجويع المتعمّد الذي تنتهجه، لم يعد ممكناً السكوت عليه أو تجاهل الواقع الإنساني المرعب والمحزن في غزة».
واللافت في كلام الديبلوماسي الاوروبي، اعتباره انّ استهداف إسرائيل للعاصمة القطرية غير مقبول، وتساؤله: «هل من شأن هذا العمل أن ينهي أزمة الأسرى الإسرائيليين ام انّه سيعقّدها اكثر ويهدّد حياتهم»؟ وقوله: «إنّ اسرائيل بمثل هذه الأعمال لا تخاطر بحياة الأسرى، بل تخاطر بمصالح الدول، خصوصاً الدول الصديقة والحليفة لها»، مؤيّداً بذلك ما أعلنه البيت الابيض عن انّ «استهداف الدوحة الحليفة لواشنطن، لا يخدم مصالح الولايات المتحدة الأميركية».
الّا انّ الديبلوماسي عينه، لم يؤكّد او ينفِ احتمال ان تحاول الحكومة المتطرفة في إسرائيل احتواء فشلها في اغتيال قادة «حماس» في الدوحة، بالهروب إلى الأمام نحو إشعال توترات في جبهات اخرى تجرّ المنطقة إلى حرب واسعة. لكنه قال: «لأيّ حرب عواقب وخيمة على كل أطرافها، وأيّ إخلال بأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، سيترتب مخاطر كبرى على الأمن والاستقرار الاقليمي والدولي».
وماذا عن لبنان؟ يجيب الديبلوماسي الاوروبي: «اوروبا بصورة عامة تدعم لبنان، والرئيس ايمانويل ماكرون اكّد وقوف فرنسا إلى جانب الحكم في لبنان برئاسة الرئيس جوزاف عون في سعيه لإنقاذ هذا البلد وإعادة النهوض به، وفي توجّهه لحصر السلاح في يد الدولة اللبنانية. وجهودنا لم تتوقف مع الجانبين اللبناني والإسرائيلي لتحقيق الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس، والالتزام الكامل باتفاق 24 تشرين الثاني 2024 ومندرجات القرار 1701، مع الإشارة هنا إلى أننا ننظر بتقدير كبير لموقف لبنان وإيفائه بالتزاماته تجاه ذلك».
وعن الأجواء التي تُشاع وترجح احتمالات الحرب على جبهة لبنان، قال الديبلوماسي الاوروبي: «لا املك أي معلومات حول هذا الامر، كما لا املك أن أقدّم اي ضمانات حيال ذلك، وخصوصاً انّ الامور ومنذ اتفاق 24 تشرين الثاني، لم تستقم حتى الآن. ولكن في تقديري الشخصي لا احد راغباً في حرب جديدة، وما زلنا نراهن على التزام كل الاطراف بالاتفاقات المعقودة، وكما سبق وقلت لا مصلحة لأيّ طرف في الحرب».