لبنان

دراسة للعميد حسين خشفة: “بمكافحة الجوع نقلّل العنف فتنخفض الجريمة”

قامت جمعيّة Achrafieh 2020 بدراسة حول إمكانيّة ارتباط الجوع بالعنف في المجتمع وقد ساهم في هذه الأبحاث مجموعة من أصحاب الاختصاص والخبرة في هذا المجال.
وكشفت باكورة هذه الدراسة مع العميد حسين خشفة، قائد سرية بيروت الإقليمية الثالثة في شرطة بيروت، صاحب الاختصاص والمتواجد على خطوط التماس الأمامية واليومية مع الناس وحاجاتهم بحكم موقعه ومجال عمله.
-هل يمكن للجوع أن يسبب العنف؟
في الجوع ثمة ديناميكية تحول دون قبول المرء الجائع بحاله. إنه فعل إرادة ليس في طاقة أحد احتماله.
يُعد الحق في الغذاء كما نصّت عليه المادة 11 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، عاملاً جوهرياً لحياة كريمة وحيوياً لإعمال العديد من الحقوق الأخرى مثل الحق في الصحة والحياة. ولا يستمد الغذاء أهميته من كونه يساعد في البقاء على قيد الحياة فحسب، إنمّا أيضاً بسبب دوره في الإنماء الكامل لقدرات الإنسان الجسدية والعقلية. الأمر الذي قد يؤدي إلى انحراف بالسلوك السوي للمرء.
والجوع سببه الفقر، حيث لا يمكن لإنسان عاقل أن يجوع لو كان لديه المال أو الغذاء. والفقر يعتبر سببا أساسيا في تكوين السلوك الجرمي ما لم يكن الفقير محصناً بالأخلاق والعفة. وهو أحد المداخل الواسعة لاستقطاب الإرهاب وبيئة حاضنة له.
والعنف له عدّة أوجه، فقد يكون فعلاً جرمياً كالسرقة أو تعاطي المخدرات أو ممارسة الإرهاب، أو تصرفاً مسيئاً ضد أفراد العائلة، كالشّدة التي تمارس على الزوجة أو الأولاد. ومن الممكن أن يكون فعلاً مادياً أو لفظاً معنوياً.
ومن خلال استقراء الأسباب والدوافع الجرمية يتبيّن أن الجوع والفقر قد يدفعان بالإنسان بارتكاب أفعال عنيفة للحصول على الطعام له وبالأخص لمن على هم عاتقه، كأفراد العائلة مثلاً. سيما وأنّ الجوع هو أحد مسببات الغضب الأساسية، والغضب مفتاح الجنون. وهذا ما يؤدي إلى عدم سيطرة الجائع على تصرفاته. والإحصائيات في هذا المجال تبيّن ارتفاع معدلات الجريمة بشكل عام في الظروف الاقتصادية المتردية مقارنة إلى الظروف الاقتصادية الجيدة.
لذلك، بمكافحة الجوع نقلّل العنف فتنخفض الجريمة. وهذا واجب على الجميع وكل في مجاله. وهذا يجب أن يكون قراراً لا خياراً. وعليه قيل: لو كان الفقر رجلاً لقتلته.
وفي مجال الشرطة المجتمعية، يتعيّن على ضابط الشرطة مراقبة منطقته والإبلاغ عن حالات الجوع والفقر فيها ليصار إلى معالجة هذه الآفة لمنع العنف ووقف الجريمة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى