لبنان

الحريري زعلان…!

ساد في “بيت الوسط” أمس صمت لافت، ولم يسجّل للرئيس سعد الحريري أي خطوة علنية، في وقت تردّدت أوساطه، بحسب ما نقلت صحيفة “الجمهورية”، في الحديث عن الخطوة اللاحقة التي يمكن أن يتخذها. ولفتت إلى عدم زيارته الرئيس ميشال عون عقب انتهاء جولة وفد كتلة “المستقبل” على رؤساء الكتل النيابية.
وقالت الأوساط لـ”الجمهورية” أنه وقبل أن تنتهي الجولة فوجِىء بالحديث الذي تَنامى إليه من أكثر من مصدر عن نيّة رئيس الجمهورية تأجيل الإستشارات، الأمر الذي دفعه إلى الإتصال به مُستَفسراً عن دوافعه إلى هذا التأجيل التي تتناقَض مع ما كانت قد أكّدته مصادره قبل ساعات قليلة في اعتبار انها ما زالت في موعدها!!.
وقالت الأوساط نفسها أنّ التبرير الذي قدمته مصادر بعبدا لم يقنع الحريري بأي شكل من الأشكال. وسألت: “منذ متى يُحكى عن ميثاقية التمثيل المناطقي النيابي في تسمية رئيس الحكومة ِليُقال أنّ نواب جبل لبنان، مثلاً، قالوا أنهم لن يسمّوا الحريري لتستقيم الأمور وتُشَكِّل سبباً للتأجيل؟”.

وأشارت إلى “أنّ الثقة لم ترتبط يوماً بالتكليف بل عند التأليف، وإلا كيف مَضوا في تسمية الرئيس حسان دياب لتشكيل الحكومة في ظل رفض أكثرية النواب السنة ورغم غضب الشارع السني ولم يقل أنّ نواب بيروت مثلاً لم يسمّوا دياب، أليست بيروت من ضمن الميثاقية للتمثيل النيابي المناطقي كما قالت مصادر بعبدا أمس؟”.
كما ردّت اوساط الحريري التأجيل إلى “نيّة معروفة وإن لم تُعلن، فهناك من استدرجَ رئيس الجمهورية بحُكم الصلات العائلية إلى تأجيل الإستشارات، أيّاً كان الثمن الذي سيدفعه البلد، وهل أن الأمور باتت رهناً باتصال لم يُجره الحريري أو زيارة لم يقم بها؟”.
وانتهت أوساط الحريري إلى التأكيد أنّ اتصاله برئيس “الحزب التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط” كان ضرورياً لِطَي الأزمة التي نشأت في أثناء إطلالة الرئيس الحريري التلفزيونية، وما رَدّ به جنبلاط في إطلالته المماثلة قبل أيام قليلة ،وقد أدّى نتائجه الإيجابية”.

وفي رواية أخرى، علمت “الجمهورية” أنّ الحريري لم يكن موافقاً أبداً على تأجيل هذه الإستشارات، لا بل اختلفَ مع رئيس الجمهورية على تأجيلها. وأنه غير صحيح ما تمّ إعلانه من أن ّبعض الكتل النيابية طلبت التأجيل، لأن لا أحد من هذه الكتل طلبَ ذلك، حتى “حزب الله” الذي حاول “التيار الوطني الحر” توريطه في أنه ضمناً كان يريد هذا التأجيل، فالحزب لم يطلبه ولم يتدخل وكان قد أكد مشاركته في هذه الإستشارات، وكأقصى حد كان يمكن أن لا يسمّي أحداً كالعادة، علماً أنّ الـ pointage الأوّلي، الذي وضعه الحريري قبل موعد الإستشارات، أظهَر أنه يحصل على 55 صوتاً.

وقالت مصادر متابعة للإتصالات خلال الـ 48 ساعة الماضية التي سبقت موعد الإستشارات قبل تأجيلها، أنّ الحريري كان لديه حسابات تختلف عن الحسابات السابقة، حيث رأى أنّ التكليف لم يكن المحطة الكبرى إنما التأليف. وعليه، فإنّ رفضه السابق بعدم قبول التكليف إذا كان هناك من قوى سياسية أو طائفة تقاطع الإستشارات، فاختلف هذا الأمر هذه المرة في اعتبار أن البلد في مأزق وأنّ التكليف لا يحتاج لا لميثاقية ولا لغيرها من الحسابات التي كان يتوقّف عندها في السابق”.

وكشفت هذه المصادر “أنّ الحريري مستاء جداً مما حصل، لا بل “زعلان”، لكنه لم يتخذ موقفاً في ما إذا كان سينسحب من هذا الترشيح ام لا”. وهنا رجّحت المصادر “أن يمضي الحريري في ترشيحه”. لكنها حذّرت من مدة الأسبوع التي اعتبرتها “عامل وقت سيئ”، كون هذه المدة الطويلة يمكن أن تدخلها عوامل ومتغيرات، إذ إنه لو تأجّلت الإستشارات لمدة يومين أو ثلاثة لكان الموضوع أقل صعوبة.

 

 

الجمهورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى