الحريري: من يمنع تشكيل الحكومة يمنع إطلاق الإصلاحات ويؤخر وقف الإنهيار
أشار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في كلمة له من بيت الوسط في ذكرى اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، إلى أنه “ليس قليلاً أنه منذ 16 سنة، وفي كل سنة يزيد شعوري أنني فقدتك، وليس قليلاً أكثر وأكثر إن اللبنانيين يزيد شعورهم أنهم فقدوك. حتى من يفكرون أنفسهم أنهم أصبحوا أكبر من البلد هم غير قادرين أن ينسوك بعد 16 سنة! ومازال اسمك ذابحهم، ومازالوا خائفين منك، ومن مشروعك الحقيقي للبلد”.
وأوضح الحريري أنه “اليوم، في الذكرى الـ 16 لإستشهادك، لكل من ليس لديهم عملاً إلا الهجوم على الحريرية السياسية، سأذكرهم ما هي الحريرية السياسية: الحريرية السياسية أوقفت الحرب الأهلية، أعادت لبنان إلى الخارطة، أعادت إعمار بيروت، بنت مستشفيات حكومية ومستشفى بيروت نموذج عن ذلك”.
وأضاف “الحريرية السياسية بنت الجامعة الوطنية والمدارس الرسمية، والمطار، وأتت بالمستثمرين والسياح إلى البلد، وأنشأت أول شبكة خلوي في الشرق الأوسط، وغيرهم وغيرهم وغيرهم. هذه هي الحريرية السياسية”.
وتابع قائلاً “سؤالي الوحيد: أنتم ما هي إنجازاتكم؟ ماذا فعلتم للبلد وللناس في البلد؟ الله يرحمك يا رئيسنا رفيق الحريري، وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر. بعد 16 سنة على اغتيالك، “مش ماشي الحال!”، هناك فرصة “ليرجع يمشي الحال،…بس مش ماشي الحال”.
وأوضح بأن الإقتصاد منهار، جزء أساسي وحبيب من بيروت تدمر في إنفجار المرفأ، كورونا تفتك كل يوم بعائلاتنا وأصحابنا وكبارنا، مسلسل الإغتيالات مستمر، من محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة وصولاً لإغتيال لقمان سليم.
ولفت إلى أنه منذ بضعة أشهر، صدر حكم من المحكمة الخاصة بلبنان على سليم عياش، أحد قتلة رفيق الحريري، هذا الحكم سيُنفذ، وعياش سيُسلم، مهما طال الزمن. والأهم، أن مسلسل الإغتيالات، يجب أن يتوقف وسيتوقف، وإلا هناك مشكل كبير في البلد.
وأوضح بأن “غضب الناس انفجر منذ 16 شهراً، الحل موجود، ومعروف، وجاهز. في كل لقاءاتي العربية والدولية، وفي كل اتصالاتي هناك جهوزية واستعداد لا بل حماس، لمساعدة لبنان، لوقف الإنهيار، لإعادة إعمار بيروت، لنعطي أفق للبنانيين… كل هذا ينتظر كبسة زر، والزر حكومة اختصاصيين غير حزبيين”.
وذكر الحريري بأنه بعد كل محاولات الإصلاح التي تم إفشالها، أصبح كل مستثمر لبناني أو غير لبناني لديه مطلبين: الأول أن يبدأ الإصلاح، والثاني هو تغيير طريقة عمل، وعقلية أوصلتنا إلى ما نحن عليه، بالكامل، وهذا هو المعنى الحقيقي للمبادرة الفرنسية، ولحكومة الإختصاصيين ولخريطة طريق الإصلاح.
وأكد بأن محاربة الفساد تبدأ بإصلاح يضمن استقلالية القضاء. من يمنع تشكيل الحكومة يمنع إطلاق الإصلاحات، يؤخر وقف الإنهيار وإعادة الإعمار، يطول معاناة اللبنانيين والمآسي التي يعيشونها، ويمنع تغيير طريقة العمل، والعقلية التي تسببت بالأزمات كلها، وفي النهاية يقول إن قراره خراب البلد.
ولفت إلى أنه بعد 14 جولة تشاور ومحاولات إيجاد الحلول مع فخامة الرئيس، قدمت له اقتراح تشكيلة، من 18 وزير اختصاصيين، غير حزبيين، قادرين أن ينفذوا كفريق متكامل، الإصلاحات المطلوبة، لوقف الإنهيار وإعادة إعمار بيروت، وإعادة الأمل للبنانيين. ونعم، في هذه التشكيلة لا “ثلث معطل”.