عربي و دولي

إقالة وزيرة الداخلية البريطانية بعد اتهامها شرطة لندن بالانحياز ضد مؤيدي فلسطين

أكدت وسائل إعلام بريطانية، اليوم الإثنين، أنّ رئيس الحكومة ريشي سوناك قرّر إقالة وزيرة الداخلية، سويلا بريفرمان، من منصبها، وذلك بعدما أثارت جدلاً واسعاً إثر اتهامها الشرطة البريطانية “بالانحياز للمتظاهرين المنددين بالهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة”.

وقالت صحيفة “غارديان” البريطانية إنّ سوناك “أقال سويلا بريفرمان من منصب وزيرة الداخلية، بعد أن تمّ إلقاء اللوم عليها في تأجيج التوترات، إبان احتجاجات اندلعت للمطالبة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة”، مشيرةً إلى أنه “من المتوقع أن يعقب إقالتها تعديل وزاري أوسع في حكومة سوناك”.

وبيّنت الصحيفة أنّ بريفرمان صرحت بأن “كبار ضباط الشرطة ينحازون للمتظاهرين (المؤيدين لسياسات الاحتلال الإسرائيلي) وكانوا أكثر صرامة مع المتطرفين اليمنيين المؤيدين للفلسطينيين”، واصفةً هؤلاء بأنهم “غوغاء”.

وذكرت وسائل إعلام أنّ سوناك أقال وزيرة الداخلية المثيرة للجدل ضمن تعديلات يجريها على فريقه قبل الانتخابات العامة المتوقعة العام المقبل، وبعدما تعرّض لضغوط متزايدة لإقالتها، بعدما اتهمها داعمو السردية الصهيونية بتأجيج التوترات خلال أسابيع من التظاهرات الواسعة المؤيدة لفلسطين والاحتجاجات المضادة للاحتلال والعنف والجرائم الإسرائيلية في المملكة المتحدة.

ولاحقاً، أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أنّه تمّ تعيين جيمس كليفرلي وزيراً جديداً للداخلية، وذلك خلفاً لسويلا بريفرمان.

كما أعلن سوناك تعيين رئيس الوزراء الأسبق، ديفيد كاميرون، وزيراً جديداً للخارجية، خلفاً لجيمس كليفرلي، وقال مكتبه في بيان: “تم تعيين السيد ديفيد كاميرون وزيراً للدولة لشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية”.

وفي سياق التعليقات على الحدث، ذكرت صحيفة “ذي غارديان” البريطانية أنّ الإقالة جاءت بعد انتقادات ومطالبات من مشرعين معارضين وأعضاء في حزب المحافظين الحاكم لطرد بريفرمان، التي نشرت مقالاً الأسبوع الماضي اتهمت فيه شرطة لندن بتبني “معايير مزدوجة” في تعاملها مع المظاهرات الحاشدة المؤيدة للفلسطينيين.

ووصف حزب العمال البريطاني هذا الكلام بأنه “تأجيج للتوترات”، في مظاهرة خرجت يوم السبت الماضي، للمطالبة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وفي وقت سابق، قالت شرطة لندن، إنها اعتقلت نحو 150 محتجاً مؤيداً للفلسطينيين كانوا يشعلون المفرقعات، و82 شخصاً اشتبكوا مع القوات الأمنية، خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في لندن.

وأسفر العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة عن سقوط أكثر من 11 ألف شهيد فلسطيني حتى الآن، أغلبهم من الأطفال والنساء، والقسم الأعظم منهم مدنيون، فضلاً عن إصابة نحو 28 ألفاً آخرين، فيما أسفرت المواجهات في الضفة الغربية عن مقتل نحو 185 فلسطينياً وإصابة نحو 2500 آخرين منذ الشهر الفائت.

كذلك، بلغ عدد النازحين في قطاع غزة 1.7 مليون شخص من إجمالي 2.4 مليون شخص يعيشون في غزة، حسب الأمم المتحدة.

وترفض إسرائيل حتى الآن إعلان هدنة إنسانية في قطاع غزة، رغم الكثير من المناشدات الدولية، وذلك في ظلّ الموت والدمار الذي يحيط بالفلسطينيين من كلّ صوب، علاوة على نقص كبير في الماء والمواد الغذائية والأدوية، فيما باتت المنظومة الصحية في القطاع على شفا الانهيار جراء نقص الوقود.

وتدعو أغلب الدول العربية والإسلامية إلى جانب روسيا والصين لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية، وهو ما ترفضه الولايات المتحدة و”إسرائيل” بشكل قاطع، حيث تستخدم واشنطن حق النقض في مجلس الأمن للحيلولة دون صدور قرار يلزم الاحتلال الإسرائيلي بوقف القصف الانتقامي المستمر والإبادة الجماعية منذ يوم الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر في قطاع غزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى