لبنان

تواصل بين بكركي و”الحزب”: التأسيس لمرحلة ما بعد الحياد؟

منذ تسعينات القرن الماضي، تتولى لجنة مشتركة تضم ممثلين عن البطريركية المارونية وحزب الله، مناقشة المواضيع المطروحة على بساط البحث من أجل تقريب وجهات النظر بين الطرفين. ومع إنتخاب المطران بشارة الراعي بطريركاً على إنطاكية وسائر المشرق، فعَّلت اللجنة نشاطها بعدما كانت العلاقة بين الضاحية الجنوبية وبكركي “سيّئة” في عهد البطريرك مار نصرالله بطرس صفير بسبب مواقفه من الحزب وسلاحه.

وكانت هذه اللجنة تعقد إجتماعات بين وقت واخر قبل أن تنقطع عن ذلك منذ الزيارة الرعوية التي قام بها البطريرك الراعي الى الاراضي المقدّسة في ربيع العام 2014 مع البابا فرنسيس من أجل تفقّد رعيته المارونية. والزيارة أحدثت ردود فعل غاضبة، لاسيما من المعترضين عليها وصلت الى حدّ التطاول على البطريرك وعلى موقعه، وزار وفد من حزب الله بكركي محاولا ثني البطريرك الراعي عن زيارة أراضٍ تحت الإحتلال الإسرائيلي، غير ان جواب الراعي كان ان لا احد يرسم للبطريرك خريطة تحركه والى اين يذهب وان البطريرك يذهب حيث يشاء ومتى يشاء من دون استئذان .

منذ تلك الزيارة، توقّف عمل اللجنة المشتركة المنبثقة من لجنة الحوار بين الطوائف التي يرأسها المطران سمير مظلوم ورئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد إبراهيم أمين السيد بعدما كانت تجتمع دورياً وعندما تدعو الحاجة، وإقتصرت العلاقة على زيارات المعايدة بالأعياد لوفد من حزب الله الى بكركي برئاسة السيد.

واتت مبادرة الراعي حول حياد لبنان لتزيد طين العلاقة بلّة، مع أن حزب الله لم يردّ بشكل مباشر عليها وترك المهمة للمفتي الجعفري الشيخ احمد قبلان، علماً أن الراعي ردّ على تأكيد رئيس الجمهورية ميشال عون أثناء لقائه الأخير به بوجوب التحاور مع “الحزب” حول منطق الحياد بالتعليق “سألتقي بهم، سألتقي بهم”.

وحتى الان، فشلت محاولات عقد اجتماع للجنة المشتركة، وتذرّع الحزب بحسب المعلومات بإنشغال مسؤوليه وذلك لتجنّب اتّخاذ موقف من الحياد الذي اطلقه البطريرك الراعي.

غير ان غياب اللجنة عن الاجتماع بشكل رسمي لا يعني إنقطاع التواصل بين الطرفين وهو ما اكدته مصادر بكركي لـ”المركزية”، لافتةً الى “ان اعضاء اللجنة يتواصلون بعيداً من الاعلام من اجل البحث في مبادرة الحياد”.

وشددت على “ان مذكرة الحياد التي اطلقها الراعي منذ ايام تفتح آفاقاً كبيرة للحوار، ومن الطبيعي ان تحصل اتصالات ولقاءات بشأنها”.

ولم تستبعد المصادر “ان يزور وفد من حزب الله او الثنائي الشيعي بكركي في الايام المقبلة، فنحن في النهاية نعيش في سفينة واحدة، وبكركي صرح وطني مفتوح للجميع”.

وعن زيارة البطريرك الراعي الى الفاتيكان لوضع البابا فرنسيس في مبادرة الحياد، اوضحت المصادر “انها تنتظر إنتهاء الحبر الاعظم من عطلته الصيفية والعودة الى الفاتيكان، وبرأينا ستتم قبل منتصف ايلول على ابعد تقدير”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى