مقالات

هل يعود مشهد قطع الطرقات إلى طرابلس؟

مشاهد قطع الطرقات تكاد تعود مجددا الى الواجهة من باب الضغط للافراج عن سجناء، او استنكارا لتوقيف مطلوب، او لنقل سجين من سجن الى آخر.. فمساء يوم الاثنين قطع مواطنون طريق البداوي وطريق التبانة، ومواطنون احتجزوا في سياراتهم يتنشقون دخان حريق اطارات «الكاوتشوك» السوداء.

قطع الطرقات بات وسيلة الاحتجاج التي يدفع ثمنها المواطن، الذي يتوجع ويختنق من الحصار المفروض عليه، ثم ازدحام سير ترافق مع امطار غزيرة، حيث اضطر المواطنون الى الانتظار ساعات طويلة في السيارات ريثما تفتح الطريق، وسط حالة غضب كبيرة أكد خلالها المحتجزون ان ما يعيشه اللبناني يعتبر أسوأ سيناريو في العالم، حين فقد المواطن في وطنه كل مقومات الحياة الكريمة، وفي ظل تفاقم الازمة الاجتماعية في شمال لبنان نتيجة انهيار الليرة اللبنانية امام الدولار الاميركي، والى جانب ذلك تفاقم المعاناة من انقطاع التيار الكهربائي منذ اكثر من عشرة ايام، مما ادى الى انقطاع مياه الشفة عن المنازل، اضافة الى فقدان عوامل التدفئة في ظل موجة البرد المسيطرة، وغياب كل عوامل النظافة من شوارع المدينة بسبب عملية البطء في رفع النفايات من الشوارع.

اضافة الى كل هذه الازمات، فقدت مدينة طرابلس امنها وامانها، فبات المواطنون يخشون الخروج من المنازل عند غياب الشمس لتزايد عمليات النشل والتشليح والسرقة واستهداف المارة في الشوارع.

وتلفت مصادر شمالية الى ان الخطة الامنية التي نفذت خلال اعياد الميلاد ورأس السنة، لم تقتلع ظاهرة الفوضى المستشرية في شوارع المدينة من تشليح وسرقات واطلاق رصاص وسقوط جرحى وقتلى، وجدد ناشطون دعواتهم لتشكيل مجموعات تراقب وتسهر على أمن المدينة في الشوارع والاحياء.

واوضحت اوساط طرابلسية ان المواطنين باتوا يخشون التجول في الاسواق التراثية، نتيجة ما تشهده من اشكالات فردية يتخللها اطلاق رصاص وسقوط جرحى وقتلى، حتى باتت الاسواق تفتقد لروادها من كافة المناطق اللبنانية، وسط غياب المعالجة الامنية الفاعلة.

كذلك اوضحت مصادر متابعة ان طرابلس دائما تدفع فاتورة الخلافات السياسية، وكأن المطلوب ان تغرق هذه المدينة في اتون الفوضى والاهمال، وتعيش حالة من الفلتان لتتحوّل الى صندوق بريد من جديد، وسط غياب نواب المدينة عما يجري، حيث باتت منابرهم حاضرة للتجاذب السياسي، والرد على الاتهامات السياسية.

طرابلس باتت مدينة غارقة في اتون الفوضى، وسط مشهد ضبابي بانتظار الدعوة لطاولة مستديرة تضم كافة القيادات السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية لايجاد حل جذري وحاسم لما تشهده الشوارع من فوضى وفلتان امني وعلى مختلف الاصعدة. 

الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى