لبنان

المكاتب التربويّة تنجح في إخضاع روابط التعليم..

صدر قرار تعليق الإضراب في المدارس الرّسمية عن روابط التعليم مساء أول من أمس، ولكن لا تعليم متوقّعاً اليوم، بل فوضى تربوية شاملة. في معظم الثانويات، الإضراب مستمر في مراكز العمل رغم دعوة المديرين التلامذة للحضور، فالأساتذة يستعدون لاعتصام عند الساعة الحادية عشرة صباحاً أمام وزارة التربية، في ظلّ رفض عارم لتفرّد المكاتب التربوية للأحزاب وأعضاء الهيئة الإدارية بالقرار، ما خلا بعض النقابيين الذين رفضوا احتكار قرار الأساتذة ومخالفة النظام الداخلي للرابطة الذي يؤكّد دائماً على العودة إلى الجمعيات العمومية. في المدارس، شبه انتظام، مع عودة أساتذة الملاك وإضراب جزء من المتعاقدين. وفي المهنيات، “تعليم مجتزأ” وفق رئيس رابطة التعليم المهني سايد بو فرنسيس فـ”المتعاقدون لا يزالون على إضرابهم، وهم غير قادرين على العودة بالوعود فقط”.

للمرّة الثانية في عام دراسي واحد، ترضخ الروابط للضغوط الخارجية عليها، وتقرّر العودة إلى التعليم بشكل فردي، وبـ”صفر إنجازات”، لا بل أقلّ، بعد نجاح بعض المكاتب التربوية بـ”سحب فكرة الاحتكام للأساتذة عبر الجمعيات العمومية عن طاولة البحث”. بعد يوم سبت عاصف بالنقاشات ومحاولات إيجاد المخرج والصيغة المناسبين لإنهاء الإضراب، تخلّلته انسحابات لأعضاء من الهيئات الإدارية لروابط التعليم رفضاً لـ”التفرّد بالقرار والخضوع للتعليمات”، انتهى الأمر بصدور قرار “تعليق الإضراب في التعليم الصّباحي مع إبقائه سارياً في التعليم المسائي (السّوريين)”، بعد إصدار الروابط قراراً عدّدت فيه خمسة مطالب بدأت على إثرها الإضراب، وخمسة وعود أنهت على أساسها تحرّكها، معتبرةً أنّها نالت مكاسب، في حين أنّ الأساتذة لا يرون فيها إلّا سراباً، ويحضّرون اليوم لانتفاضةٍ مشابهةٍ لما جرى في 9 كانون الثاني من العام الجاري، والتي أدّت إلى توقف التدريس في التعليم الرّسمي لشهرين.

وتشير مصادر “الأخبار” في الروابط إلى “غياب أيّ تمويل حقيقي لبدلات الإنتاجية التي يتكلّم عنها وزير التربية، إذ لا أموال من الجهات المانحة، بل اعتمادات بالليرة اللبنانية تنتظر الوزارة من مصرف لبنان تحويلها إلى عملةٍ أجنبيةٍ”، وتضيف المصادر اشتراط حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على الوزير الحلبي “إحضار الأموال كاش لصرفها كاش، وسيصرفها المصرف بالعملة التي تصله، إن كانت بالدولار تُصرف بالدولار، والعكس صحيح”.

ثورة الأساتذة امتدّت أيضاً إلى فروع رابطة التعليم الثانوي، إذ أكّدت 4 فروع من أصل 6 “استمرارَ الإضراب”، مطالبةً الهيئة الإدارية بـ”الاحتكام إلى الجمعيات العمومية، التزاماً بالنظام الداخلي”، كما لم تغفل الفروع التذكير بـ”ضرورة وجود مندوبين لها أثناء فرز الأصوات”. إلا أنّ ثورة الفروع هذه لم تصل إلى فرعَي الجنوب والنبطية، وإن أصدر الأخير بياناً مقتضباً يطالب فقط بـ”العودة إلى الجمعيات العمومية”، من دون تحديد الموقف.

الأخبار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى