لبنان

السيد نصرالله: نحن لا نؤيد استقالة الحكومة الحالية.. ونزول حزب الله إلى الشارع ليس كغيره

قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن “بعض القيادات والقوى السياسية في لبنان تتصرّف وتقف على التلّ وتتنصل من أيّة مسؤولية عن الماضي والحاضر وتُلقي التبعات على الآخرين”.

وخلال كلمته في ذكرى أربعين الإمام الحسين قال نصرالله: “على الجميع في لبنان من هم في السلطة وخارجها أن يتحمّلوا المسؤولية إزاء الوضع الخطير الذي يواجهه البلد وهذا الوضع هو ليس وليدة هذا العهد”.

وأضاف: “كان هناك مشهد غريب في لبنان أثناء الحرائق.. الكلّ أدان الدولة لكن من يُدين من؟ الكلّ يلقي المسؤولية على الآخر والنتيجة لا شيء وهناك خطرين أساسيين يُحكى عنها “الأول الإنهيار المالي والإقتصادي والثاني الإنفجار الشعبي نتيجة المعالجات الخاطئة ومن الطبيعي عندما تزيد الضرائب على الفئات الفقيرة فأنت تهدّد البلد بالانفجار لكن نحن نستطيع كلبنانيين إذا تصرفنا بمسؤولية أن نعالج الوضع المالي دون الذهاب إلى أي انفجار شعبي لكن هذا بحاجة لصدق وإخلاص”.

ولفت نصرالله إلى أنه “على المسؤولين أن يقتنعوا أن الناس لا تستطيع تحمل رسوم وضرائب جديدة، من يملك الملايين والمليارات لن يتأثر لكن أغلب شعبنا أصبح من الطبقة الفقيرة وأن كل القوى السياسية لن تستطيع ضبط الشارع، الإصلاحات لا تعني ضرائب جديدة إنما إجراءات تؤدي إلى إنفجار وإذا الحل الوحيد هو الضرائب فإننا ذاهبون إلى مأزق جدي.

وشدد على أننا “لسنا في بلد مُفلس وليس صحيحاً أنه لا يوجد أمام الحكومة إلّا خيار الضرائب والرسوم بل هناك خيارات كثيرة فنحن بلد بحاجة إلى إدارة مشاكله المادية”.

وقال “لم الناس على إستعداد أن تقدم أبناءها وبيوتها للمقاومة؟ لسبب بسيط لأنها تثق بالمقاومة ولأنها على ثقة بأن المال الذي يأتي إلى المقاومة لا يسرق ولا ينهب”.

مع إحترامنا لحلفائنا الذين أصدروا مواقف بالأيام الماضية فنحن لا نؤيد إستقالة الحكومة فالبلد وقته ضيق ولا نستطيع هدر سنين لتشكيل حكومة جديدة لأن أي حكومة سياسية ستمثل بنفس القوى السياسية”.

حكومة تكنوقراط لا تستطيع أن تصمد أسبوعين والمطالبين بحكومة التكنوقراط سيطالبون لإسقاط هذه الحكومة خلال أسبوعين ،البعض يقول انتخابات نيابية مبكرة لكن لا فائدة منها لأن لمجلس النيابي سيعود نفسه بكل صراحة، إذا عجزت الحكومة الحالية عن المعالجة لن يتم العثور على حكومة تستطيع أن تصمد”.

ووجه نصرالله كلمة للمتظاهرين قال فيها: “نحن نحترم ونقدر صرختكم ووجعكم ولا شك بأن رسالتكم إلى المسؤولين جميعاً ووصلت قوية والدليل كان بالتراجع عن موضوع الواتساب، هذه الرسالة لكل القوى السياسية، أهمية تحرككم أنها كانت عفوية وصادقة ولا يقف أي حزب أو تنظيم أو سفارة خلف هذه التظاهرات والناس أتت بعد أن سمعت”.

وقال نصرالله: “الواتساب كان الشعرة التي قسمت ظهر البعير لكن أنصحكم بإجتناب التكسير والسباب، سبوني لا مشكلة لكن لا تشتموا غيري”.

ولفت نصرالله إلى أنه  “إذا أردتم أن تستمروا يجب أن تفصلوا حراككم عن الأحزاب السياسية التي تريد أن تركب موجتكم، لو باليوم الأول نزل حزب الله إلى الشارع كان الحراك سيصبح في مكان آخر”.

وأكد السيد أن “قرار نزولنا إلى الشارع يعني أن البلد سيسير إلى اتجاه آخر وإذا جاء وقته فستجدوننا في الشارع”، مردفاً :”نحن إذا نزلنا إلى الشارع لا نستطيع أن نتركه قبل تحقيق كل المطالب التي ننزل لأجلها”.

وأوضح قائلاً: “ممكن يجي وقت ننزل عالشارع ولكن إذا أتى هذا الوقت ستجدودننا في كل المناطق وبالقوة وسنغير في المعادلات”.

ولفت إلى أنه “عندما يتطلب الأمر نزولنا إلى الشارع سننزل ونحن نرفض أي رسوم على الطبقات الفقيرة”،داعياً “المتظاهرين إلى عدم التعرض للممتلكات العامة وعدم التعرض للجيش والقوى الأمنية”.

واعتبر نصرالله أن “من يهرب من المسؤولية أمام الوضع القائم يجب أن يُحاكم خصوصاً من أوصل البلد إلى هذا الوضع الصعب”، مردفاً: “مش على ذوقك بتتهرب من الوضع وتقول بدي فلّ”.

وتوجّه للمتظاهرين قائلاً: “أنتم تضيعون وقتكم.. هذا التوقيت خاطئ والعهد لا يمكنكم أن تسقطوه فلنتعاون لتقطيع هذه المرحلة الصعبة”.

وختم نصرالله قائلاً: “نحن عاقدون العزم على العمل بجد مع الجميع ونحن في حزب الله لن نتخلى عن شعبنا وبلدنا، لن نسمح بإغلاق وحرق هذا البلد.. لن نسمح لأحد بأن يغرق البلد وأن يذهب به إلى الهلاك فإذا كنتم تملكون العزم هناك آفاق وخيارات واسعة تنجح بإخراج البلد مما هو فيه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى