“رويترز”: حديث ماكرون عن إرسال قوات إلى أوكرانيا يهزّ “الناتو”

رأت وكالة “رويترز” أنّ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أراد خلق “غموض استراتيجي” من خلال مناقشته علناً فكرة إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا، لكنه كان “غامضاً للغاية إلى حد أنه أثار ارتباكاً وغضباً بين بعض الحلفاء”.

وقالت الوكالة إنّ تعليقات ماكرون “تتلاءم مع سمعته كمعطّل للدبلوماسية، يحب كسر المحظورات”.

وأكّدت أنّ ماكرون، من خلال عدم استبعاده نشر قواتٍ غربية على الأرض في أوكرانيا، كان يتحدى وجهة النظر السائدة، ومفادها أن هذه الخطوة من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد خطير، مثل نشوب حرب عالمية بين حلف شمال الأطلسي “الناتو” وروسيا.

وبحسب الصحيفة، فإنّ تصريحات ماكرون تبدو كما لو كانت تمهد الطريق لمزيد من التدخل الغربي المباشر في الحرب الدائرة في أوكرانيا في وقتٍ ما في المستقبل، لكنها تخاطر أيضاً بتقويض الشيء نفسه، الذي سعى لتعزيزه في اجتماع باريس، وهو الوحدة بين حلفاء أوكرانيا الغربيين.

وكشفت “رويترز” أنّ فرنسا أرسلت مسؤولين لديها، للتوضيح أن ماكرون “أراد تحفيز النقاش، وأن الأفكار المقترحة للمناقشة تشمل إرسال قوات غير قتالية، للقيام بأدوار، مثل إزالة الألغام وحماية الحدود والتدريب”.

وشدّدت الوكالة على أنّ تعليقات ماكرون من شأنها أن تفاقم التوترات بين فرنسا وألمانيا، وخصوصاً لجهة حديثه عن بعض الدول التي كانت تريد قبل عامين إرسال “أكياس نوم وخوذ” فقط، في إشارة إلى برلين، التي أحجمت عن إرسال أسلحة هجومية إلى أوكرانيا، بحيث قالت الوكالة إنّ ماكرون هدف إلى “استفزاز برلين”.

وقال مسؤول غربي إن ماكرون “هز بعض الأقفاص وأثار بعض الحيرة” بين أعضاء “الناتو”، وإن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تعقيد النقاش الأميركي بشأن مشروع قانون عالق في الكونغرس، بخصوص تقديم مساعدات بقيمة نحو 60 مليار دولار إلى أوكرانيا.

وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أعلن، خلال مؤتمر صحافي عقب مؤتمر دعم أوكرانيا في باريس، اليوم الثلاثاء، أن إرسال قوات عسكرية إلى أوكرانيا غير مستبعَد، وأنّ القادة الأوروبيين ناقشوا هذا الأمر، مؤكداً أنه لم يتم التوصل إلى توافق بعد.

وتبعت هذا التصريح سلسلةٌ من المواقف، بحيث قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، أدريان واتسون، في بيانٍ، إنّ “الرئيس بايدن كان واضحاً في أنّ الولايات المتحدة لن ترسل قوات من أجل القتال في أوكرانيا”.

بدوره، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إنّ النزاع العسكري المباشر بين “الناتو” وروسيا سيكون “أمراً لا مفر منه” إذا تم إرسال القوات الغربية إلى أوكرانيا، مضيفاً: “في هذه الحالة، لن يكون الأمر متعلقاً بالاحتمال، بل بالحتمية”.