لبنان

السيد نصر الله: المقاومة اليوم تحمي لبنان في ظل الإنقسام

أشار الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله إلى “خطاب بيت العنكبوت” الذي ألقاه في مدينة بنت جبيل في العام 2000، مؤكداً أن “هذا الخطاب قد حفر عميقاً في قادة الكيان الصهيوني وجيشه وهم يعيشون عقدة العقد الثامن”، موضحاً أنّ “الخط البياني لقدرة كيان العدو بدأ بالنزول بعد الهزيمة التي تلقاها في لبنان عام 2000 وهذا بشهادة رئيس حكومة الكيان السابق بنيامين نتنياهو”.
وفي كلمته عبر قناة المنار مساء اليوم الأربعاء، شدّد السيد نصرالله على أنّ “المقاومة لم تحتكر العمليات أو الانتصارات والانجازات، والمقاومة الوحيدة التي حققت نصراً ولم تحكم هي المقاومة في لبنان، وخصوصاً حزب الله ولم نطالب بذلك لأنّنا لم نقاتل لأجل السلطة بل لتحرير الأرض والشعب ولأجل الكرامة الوطنية”.
وقال: “حين دخلنا للحكومة، دخلنا لحماية ظهر المقاومة، وعندما صرنا جزءاً من الحكومة بتنا معنيين بمتابعة أمور الناس ومسؤوليتنا خدمتهم، أما نحن لا تعنينا سلطة كما يعتقد البعض”، لافتاً إلى أن “الأمور وصلت ببعض الأشخاص إلى السؤال “من كلّفكم بقتال العدو؟” في وقتٍ كان بلدنا محتل ورجاله ونساؤه في السجون، ونحن نسأله في المقابل، نحن دافعنا عن وطننا وأنتم ماذا فعلتم؟.. الذي كلّفنا هو واجبنا الأخلاقي والانساني والديني، ولم نسكت للاحتلال وللظلم وقاتلنا ليكون التحرير عام 2000″.
وأضاف: “الآن تستمر الأسئلة من كلّفكم بالحماية؟ وهنا موضع الخلاف حيث من يسأل هذه الأسئلة هو من لا يعتبر أن “إسرائيل” عدو ولها أطماع في بلدنا، بل كان جزءاً من المشروع الإسرائيلي في لبنان”، لافتاً إلى أنَّ “المقاومة التي انتصرت عام 2000 قاتلت في ظل الانقسام اللبناني ولم يكن هناك إجماع على خيار المقاومة وكانت بعض الوسائل الاعلامية تقول جولات العنف في الجنوب وكانت تسمي شهداء المقاومة بالقتلى”.
وتابع السيد نصرالله: “كما أنّ المقاومة التي خرجت إلى سوريا لم يكن هناك إجماعٌ عليها، وحتى لو عاد حزب الله من سوريا ولم يتحدث بأي شأن خارجي فلا يوجد في لبنان إجماع على خيار المقاومة، هذه المقاومة تحمي في ظل الانقسام وتؤمن حماية لبنان بالمعادلة الذهبية، وهذه الحماية أسس لها الانتصار عام 2000، فالاختلاف والسجال على المقاومة قديم وهو قائم ويستمر وكل طرف استخدم الحجج التي لديه ومن يريد الاقتناع سيقتنع ومن لا يريد لن يقتنع ولكن سيكون هناك مع وضد وعلى التل وهذا الواقع الموجود”.
وأردف: “المقاومة بعد الاستهدافات الأمنية لقادتها وبعد استهدافها بالحروب كانت المعركة الأخيرة هي الضغط على بيئة المقاومة وعلى حلفائها وهذه المرّة الأولى التي تشعر المقاومة بهذه القوة جراء الاحتضان، وبعض القوى السياسية أصبح لديها التباس جرّاء خلل بالنوايا، وحين يتحدث حزب الله بصوت مرتفع يقولون حزب الله يهدّدنا وإن تحدث حزب الله بهدوء يقولون حزب الله ضعيف وهذا خطأ وخلل بالفهم”.
وأكد السيد نصرالله “أنه وبهذه اللحظة ومنذ العام 1982 لم تكن المقاومة أقوى مما هي عليه الآن ولم تكن ظروفها الداخلية والاقليمية أفضل مما هي اليوم، فالمقاومة اليوم هي أقوى مما تتوقعون وأقوى مما تتصورون، بالواقع المقاومة قوية وبالواقع نشعر أننا أقوى”.
وقال: “إذا قلنا اتركوا المقاومة جانبًا فذلك لأن هموم الناس أولى والدولار يرتفع والدولة تنهار، بينما شغلهم الشاغل المقاومة، وهذا نابع عن عدم مسؤولية، حلّوا أزمات البلد ليبقى جيش وتبقى دولة وبعدها تعالوا لنناقش الاستراتيجية الدفاعية، وإن أردتم مناقشة كل شيء سويًا فتفضلوا”.
وأضاف: “أجدد الدعوة لكم من موقع القوة والاقتدار بالشراكة والتعاون، نحن أمام خيارين لبنان القوي والغني وذلك بالمعادلة الذهبية التي حمت لبنان خلال الأعوام الماضية والتي تستطيع أن تحفظ ثرواته، وخيار لبنان الضعيف والمتسوّل ولا قوة للبنان في ضعفه، لدى لبنان كنز وثروة هائلة من النفط والغاز نقف مكتوفي الأيدي أمامها بينما كيان العدو يُبرم عقودًا مع الاتحاد الاوروبي بالغاز كبديل عن الغاز الروسي”.
وأكد السيد نصر الله أنّه “لا يحلّ مشكلة لبنان إلا النفط والغاز في المياه الاقليمية، فتفضلوا لنرى كيف نستخرجها ونحميها، وهذا يحتاج القليل من الجرأة”.
ونبّه إلى “خطورة الأوضاع في فلسطين المحتلة”، مشيراً إلى أنه “قد تحدث خلال أيام أمور تؤدي لانفجار المنطقة”، لافتاً إلى أن “المقاومة الفلسطينية أخذت خيارها بالردّ على أي مساس بالمسجد الأقصى ومسيرات الأعلام الصهيونية”.
وشدّد السيد نصرالله على أن “أيَّ مسٍ بالمسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة سيفجّر الوضع في المنطقة وسيؤدي لما لا تُحمد عقباه لأنه سيستفز مشاعر جميع المسلمين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى