لبنان

البزري: التلقيح ضدّ “كورونا” أكبر مبادرة صحّية في تاريخ الجمهورية

وصف رئيس اللجنة الوطنية لإدارة لقاح “كورونا” الدكتور عبد الرحمن البزري المبادرة الوطنية الصحّية بأنّها الأكبر في تاريخ الجمهورية اللبنانية منذ زمن طويل، وقال لـ”نداء الوطن” إنّ “لبنان قادر وفي أحلك الظروف على إطلاق المبادرات للنهوض من أزماته، فالمبادرة الوطنية لعملية التلقيح ضدّ “كورونا” التي نفخر بها بأنّها لبنانية مئة بالمئة، ولم نحضر خبراء من الخارج لوضع خطتها وعناوينها أو تفاصيلها، ونحن الذين قمنا بالتنفيذ والمراقبة والتقييم وحتى التمويل، إذ إنّ الدولة اللبنانية استدانت من البنك الدولي واشترت اللقاحات والشركة تبرّعت بكمّيات منه”.
وعدّد العقبات التي تحول دون التمييع بوقت أسرع وهي أولاً: ان كمية اللقاحات محدودة، وهذه المشكلة موجودة في كل دول العالم وليس في لبنان فقط، وسنتجاوزها قريباً من خلال قبول أنواع أخرى من اللقاحات، صحيح أننا إستوردنا لقاح “فايزر” وهو الأحدث تقنياً والافعل في العالم، ولكن هناك لقاحات أخرى أكثر مرونة وتسمح لنا بالوصول إلى كافة المناطق اللبنانية.

ثانياً: انطلقنا بالعملية تدريجياً، ففي اليوم الأول الأحد بدأ التلقيح في ثلاثة مراكز في بيروت، واليوم الثاني الثلثاء في عشرة مراكز واليوم الرابع الخميس في 25 مركزاً. ثالثاً: واجهنا بعض المشاكل في نظام المعلوماتية (المنصة الإلكترونية) وهو صنع لبناني ونفتخر به، وكان بحاجة إلى بعض التعديل ليتناسب مع الضغط عليه وتفادي سوء التواصل مع المراكز، حيث جرى إيقاف عملية التلقيح في بعض المراكز إثر عمليات تلقيح من دون تسجيل، لكن هذا الأمر تمّ ضبطه ومعالجته وهذه المشكلة لن تتكرّر”.
واعتبر البزري أنه “إذا كان شباط شهر البدء بالتلقيح والتحسين في التنفيذ، فإنّ آذار سيكون شهر الإنفلاش على مختلف المناطق مع وصول لقاحات أخرى أكثر مرونة، ونيسان شهر طمأنة الناس إلى قدرتنا على الوصول إلى مختلف شرائح المجتمع وفي كافة المناطق. نريد أن نصل إلى نسبة مناعة عالية قبل نهاية العام، ونأمل أن نحقّق أهدافنا في حماية قسم كبير من اللبنانيين سريعاً، وحماية المجتمع والعودة إلى الحياة الطبيعية وربّما تنشيط الحركة الإقتصادية في فصل الصيف”.
وأكّد البزري أنّ “فايزر” آمن وفعال، ولم تسجّل أي عوارض كبيرة، ولم نشهد حالات شديدة استدعت الدخول إلى المستشفيات بصورة مستعجلة، بعض الذين تلقّوا اللقاح والمرضى وهم لا يتعدّون أصابع اليدين اختاروا الدخول إلى المستشفى للمراقبة، بقوا يوماً ثم غادروا، وغالبية الحالات الأخرى بقيت طبيعية في العوارض العادية واستمروا في أعمالهم ولم يتغيّبوا عنها. ونحن بصدد إطلاق مبادرة التآخي أو التضامن بهدف حث المجتمع اللبناني بمختلف عناصره على المساهمة في التمييع، لأننا إذا تمكنا من الحصول على اللقاحات بكميات أكبر وبوقت أقصر سنتفادى الكثير من الإصابات والوفيات، ربما نتمكن من فتح البلاد بطريقة أسرع وعودة الحياة الطبيعة، نحن بحاجة إلى 10-11 مليون جرعة من اللقاحات، وجرى تأمين 6.3 منها وسنحاول الحصول على الكميات الأخرى عن طريق مساهمات المجتمع الأهلي، والقطاعات الصناعية والمصرفية والمهنية التي تريد بدورها المساهمة من أجل استعادة نشاطها ودورتها الإقتصادية.
وأضاف البزري: “نحن ضد التمييع الفردي وهو حق لكل مواطن عبر شراء اللقاح، ولكن نفضل التضامن المجتمعي لعدة أسباب ومنها أن الشركات العالمية تريد أن تبيع اللقاحات للدولة اللبنانية وليس لشركات خاصة، ومنها أن هذه اللقاحات تحتاج إلى طريقة تعامل تفوق قدرة الأفراد أو الصيدليات على التعامل معها”، منوّهاً ببدء إطلاق المبادرات وأكد: “إننا لن نميز بإعطاء اللقاح لأي مقيم” و”لبنان مسؤول عن كل المقيمين على أراضيه لأن هذا أمر سيادي”، مشيراً إلى تشكيل لجنة من أطباء وعسكريين وأمنيين وقضاة ومحامين لتأمين اللقاح للمساجين وخلال شهر سيتم تمييعهم بطريقة حديثة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى