عربي و دولي

البابا فرنسيس يصل إلى مقاطعة ألبرتا في كندا في زيارة تستمر ستة أيام

حطت الطائرة التي كانت تقل البابا فرنسيس الأحد في مطار إدمونتون بمقاطعة ألبرتا غرب كندا في زيارة تستمر ستة أيام يُفترض أن يجدد خلالها طلب الصفح عن دور الكنيسة في مأساة المدارس الداخلية التي عانى منها السكان الأصليون وبخاصة الأطفال الذين فصلوا عن أسرهم ولغتهم وثقافتهم وغالبا ما كانوا ضحايا أعمال عنف بشعة.

وصل البابا فرنسيس الأحد إلى كندا قادما من الفاتيكان في زيارة تدوم ستة أيام قد يجدد خلالها طلب الصفح عن دور الكنيسة في مأساة المدارس الداخلية للسكان الأصليين.

وكانت هذه الرحلة التي استغرقت عشر ساعات، هي الأطول منذ العام 2019 للحبر الأعظم الذي يعاني من آلام في الركبة تجبره على التنقل متكئا على عصا أو جالسا على كرسي متحرك. ويرافق البابا فرنسيس مسؤول الدبلوماسية في الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين.

وكان وجه البابا رسالة عبر تويتر إلى “إخوانه وأخواته الأعزاء في كندا” قبل مغادرة الفاتيكان، وكتب “آتي إليكم للقاء السكان الأصليين. آمل، بعون الله، أن تساهم رحلة التوبة التي أقوم بها في طريق المصالحة التي بدأت. أرجو أن ترافقوني بالصلاة”.

وستخصص هذه الزيارة أولا للسكان الأصليين الذين يمثلون خمسة في المئة من سكان كندا.

وللتذكير، بين نهاية القرن التاسع عشر وتسعينات القرن العشرين، تم تسجيل حوالي 150 ألف طفل من السكان الأصليين قسرا في أكثر من 130 مدرسة داخلية مدعومة من الدولة وكانت معظمها تحت إدارة الكنيسة الكاثوليكية.

وتم فصل هؤلاء الأطفال عن أسرهم ولغتهم وثقافتهم وغالبا ما كانوا عرضة لأعمال عنف، في بعض الأحيان جنسية.

وتوفي حوالي ستة آلاف طفل، فيما اعتبرته لجنة تحقيق وطنية “إبادة جماعية ثقافية”، في بلد أثار فيه اكتشاف أكثر من 1300 قبر لمجهولين في العام 2021 صدمة حقيقية ما دفع السلطات إلى إعلان “يوم مصالحة”.

وعلى أحر من الجمر، تنتظر مجموعات السكان الأصليين هذه الزيارة وكلهم أمل في أن يجدد البابا الاعتذارات التاريخية التي عبر عنها في نيسان/أبريل في الفاتيكان.

ومن الأرجح أن يقوم البابا بمبادرات رمزية من بينها إعادة عدد من أعمال وقِطع كانت ملكا للشعوب الأصلية والمعروضة في متاحف الفاتيكان منذ عقود.

ويعد البابا فرنسيس ثاني حبر أعظم يزور كندا بعد يوحنا بولس الثاني الذي زارها ثلاث مرات في 1984 و1987 و2002.

ويأتي هذا في ظل أزمة كنيسة تشهدها كندا التي يشكل الكاثوليك 44 بالمئة من سكانها، إلى جانب بلدان أخرى مع تراجع حاد في المشاركة في ممارسة الشعائر في السنوات الأخيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى