لبنان

البناء: لهذا السبب توجه ميقاتي مسرعاً إلى بعبدا!

بينما أصاب الجمود والشلل أغلب مفاصل الدولة في ظل تزايد المخاوف من فراغ مزدوج في سدة الرئاسة الأولى والسلطة التنفيذية، يحاول المعنيون في ربع الساعة الأخير إنقاذ الموقف أو الدخول الى استحقاق رئاسة الجمهورية بأقل الخسائر الممكنة، من خلال الاختيار بين الخيارات القائمة والمتوافرة لإبعاد شبح الفراغ والشلل في السلطات الدستورية.
ووفق مصادر صحيفة “البناء” فإن البحث يتركز بين المقار الرئاسية والذي دخل على خطه بقوة حزب الله، على ثلاثة خيارات: *الأول تأليف حكومة جديدة انطلاقاً من هيكل الحكومة الحالية والبناء عليه أي إدخال بعض التعديلات طالما أن الخلاف ينحصر باسم وزير الطاقة بعدما وافق رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على إبقاء هذه الوزارة مع التيار الوطني الحر شرط تغيير الوزير الحالي، وبالتالي يمكن طرح أسماء عدة ويتم الاختيار من بينها وتحل عقدة الطاقة.

*الثاني: تدعيم الحكومة الحالية بصلاحيات دستورية استثنائية من مجلس النواب وبمظلة سياسية لكي تصبح قادرة ومؤهلة على إدارة البلاد وتسلم صلاحيات رئيس الجمهورية في حال تعذر انتخاب الرئيس، وبالتالي يحسم الخلاف و”الجدال البيزنطي” حول دستورية تسلم حكومة تصريف الأعمال بعد الفراغ الرئاسي.

*الثالث: التسليم بالعجز عن استيلاد حكومة جديدة في الوقت المتبقي للدخول بالمهلة الدستورية لانتخاب الرئيس وتركيز الجهود وتفعيل الاتصالات والمشاورات السياسية والانكباب من الآن حتى 1 أيلول على التوافق على اسم لرئاسة الجمهورية والإسراع بتأليف حكومة جديدة لقيادة ورشة إصلاحية اقتصادية مالية لوضع البلد على سكة الإصلاح والنهوض، وحتى ذلك الحين يجري العمل على لملمة الأزمات واتخاذ بعض القرارات والإجراءات لتسيير أمور الدولة بالحد الأدنى الممكن.
ووفق مصادر “البناء” فإن رسائل وصلت من بعبدا واللقلوق عبر أكثر من قناة الى الرئيس ميقاتي مفادها أن تسلم الحكومة الحالية صلاحيات الرئيس مخالف للدستور ولا يمكن القبول به وسيخلق مشكلات سياسية كبيرة ستضاف الى أزمات البلد السياسية التي تبدأ باحتمالية الفراغ الرئاسي والحكومي الى سلسلة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، ما دفع بميقاتي الى تفعيل محركاته باتجاه بعبدا لسبر أغوار موقف رئيس الجمهورية ومدى إمكانية التوصل الى حلول وسطية. كما تشير المصادر الى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يلعب دوراً أساسياً في البحث عن مخارج وحلول للأزمة السياسية والدستورية القائمة التي يعتبر حلها المدخل الرئيسي لحل الأزمات المالية والاقتصادية.

وبعد تفعيل الحكومة من “ديوانية السراي الحكومي” وليس في القاعة المخصصة لاجتماعات مجلس الوزراء، زار الرئيس ميقاتي بعبدا والتقى رئيس الجمهورية، وتم خلال اللقاء البحث في الاوضاع العامة وملف تأليف الحكومة العتيدة. وبعد اللقاء قال ميقاتي في تصريح: “في 29 حزيران الماضي قدمت الى فخامة الرئيس تشكيلة للحكومة، وتم خلال لقاء اليوم البحث في هذه التشكيلة، وللحديث صلة. وسنتواصل لأنني أستطيع أن اقول إن وجهات النظر متقاربة”.
ووفق معلومات “البناء” فإن أجواء اللقاء كانت إيجابية وكسرت الجليد في العلاقة بينهما التي ساءت في المرحلة الماضية وفتحت باكورة الاجتماعات في الأيام المقبلة، وجرى التشاور بين الرئيسين في التشكيلة الحكومية الوحيدة التي قدّمها الرئيس المكلف في اليوم الثاني على تكليفه، كما تم التوافق على الانطلاق من تشكيلة ميقاتي الذي وعد بأخذ ملاحظات عون عليها بعين الاعتبار. كما وضع ميقاتي عون بأجواء الاجتماع الوزاري الذي عقد في السراي الحكومي واللقاءات الوزاريّة الأخرى التي تحصل لمتابعة الحلول للأزمات والملفات المالية والاقتصادية والاجتماعية.
ولفتت أوساط بعبدا إلى أن “ميقاتي طرح تبديل بعض الأفكار، ورئيس الجمهورية وعد بالتفكير فيها”، كما أشارت مصادر السراي الحكومي، إلى أن “المطروح هو تبديل بعض الأسماء”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى