عربي و دولي

الإندبندنت: بايدن في مواجهة المملكة: هل هي نهاية العلاقات الأميركية السعودية؟

نشرت صحيفة “الإندبندنت الإلكترونية” مقالاً تحليلياً كتبه ريتشارد هال تحت عنوان “المواجهة بين بايدن والمملكة، هل تعني نهاية العلاقات الامريكية السعودية؟”.

يقول الكاتب إن رئاسة جو بايدن كانت ولاتزال اختبار ضغط للعلاقة الأميركية السعودية. فمنذ الحملة الانتخابية، تعهد بايدن بجعل المملكة العربية السعودية “منبوذة” بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان، وأنها ستدفع ثمن مقتل الصحفي جمال خاشقجي. لكن قلة كان بإمكانهم توقع مدى تدهور هذه الشراكة، التي حددتها ولسنوات مبيعات الأسلحة الأميركية الضخمة إلى الرياض مقابل التعاون في مجال الأمن والطاقة.

وفي إشارة إلى خروج محتمل عن تلك العلاقة الإستراتيجية التي دامت عقودا، بحسب هال، قال بايدن يوم الأربعاء إن خفض السعودية لإنتاج النفط، إلى جانب دول أخرى في أوبك بلس (روسيا)، ستكون له “عواقب” بالنسبة للسعودية. إذ أن مثل هذه الخطوة من المرجح أن تؤدي إلى ارتفاع مفاجئ. في أسعار الطاقة حول العالم.

ويضيف الكاتب، إنه على الرغم مما قالته السعودية بأن الخفض يهدف إلى “الحفاظ على سوق نفط مستدام”، إلا أن البيت الأبيض يتهم الرياض بالانحياز إلى جانب روسيا في حربها ضد أوكرانيا، ويحذر من أن الولايات المتحدة تتطلع إلى “إعادة تقييم” علاقتها مع المملكة نتيجة لذلك.

وينقل هال عن كارين إليوت هاوس، مؤلفة كتاب “المملكة العربية السعودية – شعبها ، ماضيها ، دينها ومستقبلها”، والزميلة الأولى في مركز بيلفر بجامعة هارفارد، قولها “منذ أربعينيات القرن الماضي لم تكن العلاقات الاميركية السعودية بهذا السوء”.

وأشارت إلى أنه في أعقاب هجمات 11 أيلول، عملت الحكومتان بهدوء خلف الكواليس للحد من الأضرار التي لحقت بتعاونهما، والحفاظ على العلاقة الأمنية الأساسية بينهما من الغضب المحلي في أميركا. لكن هذه المرة إدارة بايدن هي التي تثير المشاعر المعادية للسعودية. وهذا “مختلفة جدا”.

ومن وجهة نظر الكاتب، فإن خطوة خفض إنتاج النفط، تهدد برفع أسعار الطاقة في كل أنحاء العالم بما في ذلك الولايات المتحدة، وهذه من الأمور الحاسمة لإدارة بايدن قبل انتخابات التجديد النصفي، والتي قد تضر بالحزب الديمقراطي.

كما أن هذا القرار أثار غضب البيت الأبيض جزئيا لأن بايدن قد تدخل شخصيا لإقناع الرياض بزيادة الإنتاج في حزيران، عندما زار المملكة لأول مرة بعد توليه الرئاسة. ما دفع المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي للتصريح بأن الولايات المتحدة تدرس إعادة التفكير في العلاقات الأمريكية السعودية.

وبما أن المملكة العربية السعودية هي أكبر مستورد للأسلحة الأميركية في العالم، بحجة ضرورة مواجهة منافستها الإقليمية، إيران. يرى الكاتب أن مبيعات الأسلحة هذه الآن تحت التهديد، خصوصا بعد أن دعا بوب مينينديز، الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، والتي تشرف على مبيعات الأسلحة، في بيان إلى وقف في مبيعات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية. وقد صدمت ضراوة رد الفعل الأمريكي المسؤولين في الرياض، يقول الكاتب، بحسب علي الشهابي، المحلل والكاتب السعودي.

لكن هال يضيف أن السؤال الآن هو إلى أي مدى سوف يصل هذا التصدع في العلاقات. تعتقد هاوس، أنه لن يلتئم على الأرجح بينما لا يزال بايدن رئيسا، مضيفة أن الخلافات بين إدارة بايدن والمملكة العربية السعودية أعمق بكثير من أسعار النفط، وأن الرؤساء الديمقراطيين في الآونة الأخيرة ينظرون إلى علاقتهم مع المملكة على أنها لم تعد ذات قيمة كما كانت من قبل.

أما الشهابي فيعتقد أن كلمة المسؤولين الأكثر هدوءا هي من سوف تسود “أعتقد، في النهاية، أن المنطق سيسود”. فالشراكة مهمة للغاية، “أمريكا موجودة لخدمة مصالحها الخاصة ومصالح حلفائها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى