لبنان

الأخبار: المقاومة تطلق صواريخ أرض- جو ضد مروحيات العدو

كتبت الأخبار: 

لم ينجح العدوّ خلال أكثر من 70 يوماً من اتّباع استراتيجية «الردع الفعّال»، في ردع حزب الله عن مواصلة العمليات دعما لغزة، كما لم ينجح في تجاوز المعادلات القائمة على الحدود، خشية من كلفة موازية في العمق الإسرائيلي. فصار الأمر الواقع أن فرض على العدوّ التعامل مع معركة مضبوطة مع لبنان. وهو جديد لم يشهده تاريخ الصراع، حتى في ذروة المواجهات التي خاضتها المقاومة في العقود الماضية.لكنّ مواقف قادة العدوّ السياسيين والأمنيين، وضغط سكان المستوطنات، إضافة الى الموقف الأميركي كشفت عن حجم الضغط الذي تمارسه الجبهة الشمالية على أهل القرار. وكانت الجبهة اللبنانية أحد مواضيع الاجتماعات بين قادة العدوّ مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن. وقالت «يديعوت أحرونوت» إن المسؤولين الإسرائيليين «أبلغوا أوستن أن إسرائيل لا يمكن أن تقبل وضعاً يُقتلع فيه عشرات الآلاف من الإسرائيليين من منازلهم في الشمال منذ أشهر بسبب الوضع الأمني. وإن أيّ ترتيب سياسي يجب أن يشمل إبعاد عناصر حزب الله إلى ما لا يقلّ عن 10 كيلومترات من الحدود»، علماً أن التدخل الأميركي حاصل من أجل محاولة التوصل الى ترتيبات محددة تنطلق ضمناً من الإقرار بوجود ردع متبادل. وكذلك للحؤول دون توسع الجبهة الى ما يؤدي الى تورط واشنطن في حرب لا تريدها، أقلّه الآن. وكان لافتاً ما أعلنه مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، بقوله «نقول لإسرائيل: لنستنفد خياراتنا، ولنعمل بالطرق الديبلوماسية، ونحن نثق بأن هناك حلاً لهذا التحدي بالمفاوضات ونحن نأخذ هذا التحدي بجدية كبيرة».
وكانت وسائل إعلام العدوّ قد حفلت بالكثير من المتابعات حول ما يجري مع لبنان. وأبرزت خشية «من أحداث تبدو محدودة، لكنها تنطوي على إمكانية حدوث ضرر استراتيجي». في إشارة الى ما حصل السبت الماضي على الحدود الشمالية، عندما هاجم حزب الله بمسيّرة انتحارية نقطة قتل فيها رقيب من جيش الاحتلال وأصيب آخرون. وقال الإعلام العبري «قائد القوة في مكان الحادثة، بادر الى الصراخ «مسيّرة – احتموا!»، فأنقذ الإخلاء السريع أرواح الجنود».
لكن حزب الله، سواء عبر تصريحات قياداته، أو ما يقوم به ميدانياً، يؤكد أنه ما دامت الحرب على غزة مستمرة، فإن المقاومة ستواصل عملياتها الإسنادية. وأن التهديد بصورة شبيهة بما يرتكبه العدوّ من مجازر وتدمير في غزة، فذلك لن يردعها عن التمسك بخياراتها. هذا بالإضافة الى حقيقة بأن الجميع يعرف أن عناصر المقاومة هم جزء من سكان القرى والبلدات جنوبيّ الليطاني.
وقد سمع الموفدون من دول الغرب، ولا سيما الفرنسيين كلاماً واضحاً بهذا الشأن، مع تأكيد بأن النقاش حول ما يمكن فعله حيال تطبيق القرار 1701 ليس له مكان الآن في ظل الحرب على غزة، وأن من الأفضل ترك تهويلات العدوّ والذهاب نحو إقناعه بوقف العدوان، ما يشير مجدداً الى أن الطابع الديبلوماسي لا يزال العنصر الأساسي وإن ترافق مع ضغوط إسرائيلية، علماً أن المقاومة تتصرّف على صعيد جهوزيّتها على أساس أن كل الخيارات مفتوحة، سواء للردّ على مغامرة للعدوّ، أو للقيام بما يتطلّبه الدعم الذي تحتاج إليه المقاومة في غزة.

صواريخ أرض – جو
ميدانياً، وفي تطور نوعي جديد في المواجهة المفتوحة على طول الحدود، استخدم حزب الله أمس صواريخ أرض – جو في عملياته ضدّ قوات العدو. واستهدف مروحيتين ‏عسكريتين إسرائيليتين‎‌‏ فوق مستوطنات شتولا وشوميرا وإيفن مناحم (قرية طربيخا اللبنانية المحتلة)، وأجبرهما على مغادرة أجواء المنطقة على الفور.
وأعلن الحزب استهداف موقع العباد ودشمه وتحصيناته بالأسلحة المناسبة. كما قصف موقع الراهب بصواريخ بركان، ومرابض مدفعية في خربة ماعر بالأسلحة ‏الصاروخية و‏قوة مشاة في محيط موقع بركة ريشا.
في المقابل، استمرت الاعتداءات الإسرائيلية على البلدات الحدودية، حيث شنّت الطائرات الحربية والمُسيّرات الإسرائيلية سلسلة غارات على مرتفعات ‎كفرشوبا وأطراف عيتا الشعب وما بين محيبيب وميس الجبل. كما طاول القصف المدفعي بلدات الضهيرة، الجبين، الناقورة، يارون، بليدا، محيبيب، ميس الجبل، حولا، مركبا، كفركلا والخيام.
إلى ذلك، أطلق جنود العدو النار على سيارة يستقلّها مواطنان عند تقاطع الحمامص – الخيام – كفركلا بمحاذاة الحدود مع مستوطنة المطلة، ما أدى إلى استشهاد أحدهما ونجاة الآخر.
وكان حزب الله قد أعلن استشهاد المقاومين حسن علي إبراهيم (أبو هادي) من بلدة بليدا الجنوبية ووسام حيدر مرتضى (علي أبو الحسن) من بلدة عيتا الجبل الجنوبية وإبراهيم عبد الرضا رسلان (حسين) من بلدة مركبا الجنوبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى